فردوس الحكمة في الطب - إبن سهل الطبري - الصفحة ٢٢٨
مروزي يدق ويعجن به، الشربة منه وزن درهم إلى ستة دراهم على الريق والشبع ان شاء الله، الباب الثالث في علل الرية وعلاماتها وعلاجها وفي السعال، ان الرية عضو رخو واسع المجاري، وانما صارت كذلك ليسهل عليه استنشاق الهواء والترويح عن القلب بانضمامها مرة و انفتاحها أخرى، لأنها بمنزلة الزق الذي ينفخ فيه الحداد، وكل دابة ليس لها رية فهي اصبر على العطش، والرية لا تحس بالوجع ولكنها تحس بالثقل فقط، قد تعرض فيها قروح لا تكاد تبرء منها، ولا سيما إذا عفنت القروح لأنها تنشف رطوبات الصدر و الحجاب ثم تقذف بها إلى الحلقوم ومن الحلقوم إلى الفم، و ربما خرجت دبيلة في الحجاب فينفجر منها قبح، ثم يصير إلى المواضع الخالية من الصدر وتنشفه الرية ثم تخرجه بالسعال، وبيان ذلك قول جالينوس ان رجلا اصابته في ذلك الحجاب طعنة قصب الأطباء فيه العسل ووجد الرجل طعمه مما كان يقذفه من ريقه، وقد يصيب الرية شق من ضرب شديد أو صيحة يصيح شديدة أو وثي أو حمل ثقيل، الباب الرابع في علامات " أمراض " الرية وتقدمة المعرفة فيها، إذا كانت في قصبة الرية مدة خرج منها القبح بالسعال وحس العليل بوجع القصبة وكان ما يقذف قليلا، وان كان القبح في الرية نفسها كان ما يقذف كثيرا وخرج خروجا متتابعا، وربما خرج معه بعض الرية أو رباطاتها، لان القوة الدافعة من شأنها ان
(٢٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 223 224 225 226 227 228 229 230 231 232 233 ... » »»