فردوس الحكمة في الطب - إبن سهل الطبري - الصفحة ١٦٤
فاما الماء فان من علامات ابتدائه ان ترى قدام العين أشياء تشبه الشعر والبق وأمثالهما وان تصير العين غبراء كدرة حتى إذا دام ذلك و قوى وانسد مجرى النور ذهب البصر لأنه لا ينفذ فيه النور، فإن كان ما يتخيل البصر في أحدهما فقط فالعلة في العين نفسها، وان كان فيهما جميعا أو كان يجد معه مغصا في بطنه أو كان ما يتخيل للبصر من تلك الأشياء يزداد بعد الأكل والامتلاء ويكون قبل الأكل دون ذلك دل على أن العلة مشاركة للمعدة، ويدل على صحة ما قلنا إن تشرب شربة من أيارج فيقرا فان نقصت تلك التخائيل فالداء من المعدة وان دامت على حالها فهو من الرأس، وأيضا ان تغمض احدى عينيه فان رأيت حدقة العين الأخرى قد اتسعت دل على على أن مجرى النور صحيح، فهذا الضرب ان قدح منه الماء نفع، وإن لم تتسع الحدقة. الأخرى دل على أن مجراه منسد، وان حس بثقل في الرأس والعين دل على أن في عصبة العين رطوبة، فان رأيت الماء يتحرك في العين فإنه يرجي برؤه، وإن لم يتحرك الماء من موضعه فلا علاج له، وان ضعف البصر من غير علة بينة فذلك اما لورم حدث في مجرى النور أو لشدة هناك من بلة أو ليبس العصب أو لضعف النور، فاما الورم فان كل ورم في البدن يكون من أربع علل، اما لسيلان مادة إلى ذلك العضو واما لأنه يضعف العضو عن دفع الفضول عن نفسه واما لسعة مجارى العضو فتجرى اليه لذلك فضول كثيرة مثل ما يجرى إلى اللوزتين والأربية والإبط، و اما لشدة قوة العضو على جذب الفضول إلى نفسه، وربما كان الورم من ضربة أو سقطة فيسخن من العين الموضع الوجع وتجتمع اليه المواد، واما البياض فإنه يكون من فساد الرطوبة الجليدية، و يكون الرمد من ورم حار يحدث في الملتحم، فان كانت العلة من الدم انتفخت العين واحمرت وامتلأت وحس المريض بثقل
(١٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 ... » »»