ورم سواد العين سمي العنبية، فاما انتشار الأشفار فإنه يكون من رطوبة حارة أو من داء الثعلب، فاما ما يكون في المآق من الفساد فالغرب والغدة، فالغرب خراج يخرج فيما بين المآق إلى الانف فان دام ذلك صار منه الناسور، وربما سال المدة في المنخر لأنه يلقيه ويجرى فمه اليه، فاما الماء فإنما يعرض فيما بين العنبية و الجليدية في ثقب الحدقة، وربما كان الماء رقيقا صافيا وربما كدرا غليظا فيحجر بين الجليدية وبين ان يتصل بالنور الخارج، ولكل عين ستة عضلات، اثنتان منها في الجفن الأعلى وهما يحركان العين واثنتان في الجفن الأسفل، واثنتان في المآقين في كل مآق واحدة، وأمراضها اما من تشنج واما من استرخاء، فان استرخت العضلة العليا مالت العين إلى أسفل، و ان تشنجت العضلة العليا مالت العين إلى فوق، وان استرخت العضلة السفلى التي تلي يمين العين مالت العين إلى يسارها، وان تشنجت مالت إلى المآق، وان مالت العين إلى اليمين أو إلى الشمال لم يتغير البصر، وان استرخت العضلة التي تقلب العين إلى فوق لم يرتفع الجفن، وان تشنجت تلك العضلة لم تنطبق العين، (1) الباب الثالث في علامات علل العين، من علاماتها انك إذا رأيت البصر قد ذهب أو ضعف من غير أن ترى في الحدقة تغيرا أو تجد في الرأس أو في قعر العين ثقلا فاعلم أن تلك العلة من رطوبة كثيرة في عصب العين أو من سدد، وان رأى ما قرب منه، أو عظم ولم ير ما بعد منه أو صغر أو يرى بالنهار ولم ير بالليل فاعلم أن ذلك من غلظ الروح النوري وضعفه،
(١٦٣)