وخلاصة كلام نورد ما قاله السيد الأمين في دعبل:
كان شاعرا مفلقا فصيحا شهد له بذلك أشعر شعراء عصره ونقله حسن شعره من الفقر و الخمول إلى الغنى والظهور وكان سببا في منادمة الرشيد له وكان متفننا في الفنون شعر مادحا هجاء لاذغ الهجاء يستميح بشعره على عادة أكثر الشعراء فيمدح الخلفاء والملوك والامراء شجاع القلب قوى النفس فطنا ذكيا عالما مؤلفا متشيعا لأهل البيت ذايا عنهم وتائيته فيهم أشعر من قفا نبك وروى الأخبار و رويت عنه أصله من الكوفة أو قرقيسيا وسكن بغداد وجاب البلاد خراسان والشام و مصر وبلاد المغرب وحكى صاحب الأغانى أنه كان يخرج فيغيب سنين يدور الدنيا كلها ويرجع وقد أفاد وأثرى وأنه انشد لنفسه في بعض أسفاره قوله:
* حللت محلا يقصر البرق دونه ويعجز عنه أن الطيف أن يتجشما ومدح الملوك والامراء وأخذ جوائزهم وهجاء جملة منهم ويلوح من كلام ابن طاهر فيما حكاه عنه صاحب تارخ دمشق أن هجاءه لهم من بعد إحسانهم إليه كان قلة وفاء منه والحق أنه ليس كذلك وإنما كان هجاؤه لهم لسوء عقيدته فيهم بإساءتهم إلى أهل بيت الذين أخلص بالتشيع لهم وبلغ الغاية فيذلك فهو كوفي المنبت و الكوفة منبع التشيع خزاعي المنسب وخزاعة كانت حلفاء هاشم في الجاهلية وعرفت بالتشيع لأهل البيت في الإسلام أو يهجوهم لابتدائهم بالإساءة إليه كما ستعرف عند الكلام على شعره.
من هنا من صدق شعره البارز في ولائه لأهل البيت عليهم السلام وفى هجائه المقذع لأعدائهم على رغم جوائزهم جاءت أهمية شعره ما حث الباحثين على استخراجه من بطون أمهات الكتب وجمعه في ديوان وتحقيقه وشرحه: وها هو أخي القارئ بين يديك مقسما إلى قسمين:
القسم الأول ويتناول الشعر المحققة نسبته إلى دعبل من دون سواه