شرح العينية الحميرية - الفاضل الهندي - الصفحة ٣٨٩
الرعية، وولد الميت أولى بميراثه من كثير من أقاربه، والزوج أولى بها قرابة، والمولى بعبده.
ومرادهم في جميع ذلك ما ذكرناه.
ولا خلاف بين المفسرين في أن قوله: بعد النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أولى بالمؤمنين من أنفسهم، المراد بتدبيرهم والقيام بأمرهم حيث وجبت طاعته عليهم، ونحن نعلم أنه لا يكون أولى بتدبير الخلق وأمرهم ونهيهم من كل أحد إلا من كان إماما لهم مفترض الطاعة عليهم.
فإن قال: اعملوا على أن المراد بلفظة «مولى» في الخبر: ما تقدم من معنى «أولى»، من أين لكم أنه أراد كونه أولى بهم في تدبيرهم وأمرهم ونهيهم، دون أن يكون أراد: أولى بأن يوالوه ويحبوه ويعظموه ويفضلوه، لأنه ليس يكون أولى بذواتهم بل بحالهم وأمر يرجع إليهم، فأي فرق في ظاهر اللفظ بين أن يريد ما يرجع إليهم في تدبيرهم وتصريفهم، وبين أن يريد أحد ما ذكرناه؟
قيل له: سؤالك يبطل من وجهين:
أحدهما: أن الظاهر من قول القائل: «فلان أولى بفلان» أنه أولى بتدبيره وأحق بأمره ونهيه، فإذا انضاف إلى ذلك القول «أولى به من نفسه» زالت الشبهة في أن المراد ما ذكرناه، ألا تراهم يستعملون هذه اللفظة مطلقة في كل موضع حصل فيه تحقق بالتدبير واختصاص الأمر والنهي، كاستعمالهم لها في السلطان ورعيته، والوالد وولده، والسيد وعبده وإن جاز أن يستعملوها مقيدة في غير هذا الموضع إذا قالوا: فلان أولى بمحبة فلان أو بنصرته أو بكذا أو بكذا منه، إلا أن مع الإطلاق لا يعقل منهم إلا معنى الأول، وكذلك نجدهم يمتنعون من أن يقولوا في المؤمنين: إن بعضهم أولى ببعض ويريدوا ما يرجع إلى المحبة والنصرة وما أشبههما، ولا يمتنعون من القول بأن النبي أو الإمام أو من اعتقدوا أن له فرض طاعة عليهم
(٣٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 384 385 386 387 388 389 390 391 392 393 394 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تقديم 5
2 مقدمة المؤلف 53
3 فصل في معنى العينية 59
4 فصل في ذكر شطر من أحوال الناظم 61
5 فصل في ذكر ما يتعلق بالقصيدة 81
6 المختار من القصيدة 87
7 شرح البيت الأول 87
8 شرح البيت الثاني 131
9 شرح البيتين الثالث والرابع 157
10 شرح البيت الخامس إلى السابع 177
11 شرح البيت الثامن 210
12 شرح البيت التاسع 219
13 شرح البيت العاشر 236
14 شرح البيتين الحادي عشر والثاني عشر 255
15 شرح البيت الثالث عشر 284
16 شرح الأبيات الرابع عشر إلى العشرين 301
17 تفصيل تنصيب الإمام علي وحادثة الغدير 344
18 شرح البيت الحادي والعشرين 400
19 شرح البيت الثاني والعشرين 405
20 شرح الأبيات الثالث والعشرين إلى السادس والعشرين 410
21 شرح البيت السابع والعشرين 425
22 شرح الأبيات الثامن والعشرين إلى السابع والثلاثين 434
23 شرح الأبيات الثامن والثلاثين إلى الأربعين 477
24 شرح البيت الحادي والأربعين 485
25 شرح الأبيات الثاني والأربعين إلى الثامن والأربعين 491
26 شرح البيت التاسع والأربعين 534
27 شرح البيت الخمسين 541
28 شرح البيت الحادي والخمسين 549
29 شرح البيت الثاني والخمسين 554
30 شرح البيت الثالث والخمسين 567
31 شرح البيت الرابع والخمسين 573
32 فهرس المصادر 579