ديوان السيد حيدر الحلي - السيد حيدر الحلي - ج ٢ - الصفحة ٤٩
وقال راثيا عبد الله بن شبيب البغدادي، ومعزيا أخاه محمدا:
يا رواق العلى فقدت وقورا * ألف الحلم واصطفاه سميرا فيك قد أسكت الردى منه فحلا * طالما قد ملا الندى هديرا وأرانا الفتور في جفن صل * حين أرخى الجفون منه فتورا إنما أنت غاب عز أصابت * أسهم الحتف منك ليثا هصورا قد تخلى سرادق المجد ممن * تخذ العز حاجبا وخفيرا قبروا منه في الصعيد أخا السيف * لسانا عضبا وعزما طريرا وغدا ينشرون منه مزايا * كل ناد بها يضوع عبيرا يا لها عثرة جنتها الليالي * عاد جد الفيحاء فيها عثورا نكبة صغرت جميع الرزايا * كان ذنب الزمان فيها كبيرا قل لفيحاء بابل كابديها * لوعة في القلوب تبقى دهورا وأطيلي العويل حزنا على من * رد باع الأيام عنك قصيرا كان فيه بك الهجير أصيلا * فأعيدي له الأصيل هجيرا بزفير يحمى به الترب حتى * تطأ الترب من لظاه سعيرا يا دفينا على ثراه المعالي * تركت قلبها يكوس عقيرا وسدوا خدك الكريم بلحد * عاد في طيبه ثراه عطيرا حق لي فيك أن أعزي القصورا * وأهني بك الثرى والقبورا هذه أظلمت لفقدك حزنا * وغدت تلك فيك تشرق نورا قد عددناك في الجبال ولكن * لم نخل قبل سيرها أن تسيرا بك لم يرفعوا سريرك إلا * ولك الحور قد نصبن السريرا لم أخل قبل ان أراك دفينا * ان ملحودة توارى ثبيرا إن تفرغت للبلى فلعمري * من أعاديك قد ملأت الصدورا أو طواك الردى فذكرك باق * ليس ينفك طيبا منشورا لك لولا (محمد) أي ثلم * في العلى سده يكون عسيرا قطب مجد كفاه إن رحى الحمد * على غير قطبها لن تدورا كم جلا للعيون طلعة وجد * طبعت في السما الهلال المنيرا أسر الحلم نفسه وسواه * لهوى النفس لا يزال أسيرا ماجد ينقل المكارم لكن * وارث لا كغيره مستعيرا فهو يروي مرشحا لبنيه * عن أبيه حديثها المأثورا ألمعي بغوره سبر الدهر * وما كان غوره مسبورا ولكم راض صعبة لو سواه * راضها رأيه لزادت نفورا حل دارا للمجد لم تلد العلياء * فيها إلا الابي الغيورا لك يا دار ما وجدنا نظيرا * زدت فضلا على الديار كثيرا شادك الماجد الأغر (شبيب) * للمعالي وفيك أسنى الحبورا وبك استودع النهى من بنيه * أرحب الناس في الخطوب صدورا فأخرى الزهر كلها بوجوه * زهرت في العلى فكانت بدورا واستطيلي على الأثير بقوم * شرفا صيروا ثراك الأثيرا معشر كلهم عرانين مجد * ينشر الحي منهم المقبورا فلهم من (محمد) شمس فخر * كلما استحجبت تزيد سفورا يا قريع الزمان عزما وحزما * وذكا المجد بهجة وسفورا وقال راثيا أحدهم وقد سأله بعض الاشراف: - أأحبابنا هل عائد بكم الدهر * طواكم وعندي من شمائلكم نشر؟
سلام على تلك المحاسن إنها * مضت فمضى في إثرها الزمن النضر لعمري لئن قد أقفر الجزع منكم * فربع الأسى من بعدكم طلل قفر أشاق إليكم كلما عن بارق * وآية شوقي أن دمعي له قطر ولا أنشق الأرواح إلا غلالة * لتبرد أحشائي وهل يبرد الجمر؟
وكنت أعد الهجر لا شئ فوقه * إلى أن أتى ما هان من دونه الهجر فأصبحت لا أعلام سلع تشوقني * ولا يتصباني بها ما حوى خدر وكيف وفقدان الشباب فقدتكم؟ * وتلك حياة لا يحب لها عمر ولما تجاذبناكم أنا والردى * رجعت برغمي عنكم ويدي صفر وكم منكم من واضح الوجه أدرجت * له صورة في البرد لم يحكها البدر وكافورة للحسن أضحت بزعمهم * تعطر بالكافور وهي له عطر لي الله بعد اليوم من لي بقربكم * وأبعد غاد من أتى دونه القبر قفوا زودونا إنما هي ساعة * ووعد التلاقي بيننا بعده الحشر رحلتم وقلبي شطره في ظعونكم * وللوجد باق منه في أضلعي شطر وشيعتكم والدمع يوم نواكم * غريقان فيه خلفكم أنا والصبر وأعهد خصرا يشتكي ثقل ردفه * فوا رحمتا تحت الرشا (759) لك يا خصر ولما وقفنا للفراق وقربت * حمولة بين لا يكل لها ظهر ربطت بكفي الضلوع على حشا * تكاد خفوقا أن يطير بها الذعر كأن نياط القلب شدت حمولكم * به، وبكم عني مذ انفصل السفر فكم خلفكم لي أنة ما لوت بكم * على أنها قد لان شجوا لها الصخر سأبكيكم ما ناح في الوكر طائر * فطائر قلبي بعدكم ماله وكر

759 هكذا وجد بالأصل، والبيت لم يثبت في المطبوع.
(٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 ... » »»