ديوان السيد حيدر الحلي - السيد حيدر الحلي - ج ٢ - الصفحة ٤٥
وقال يرثي بعض الناس: - ادرج والمعروف في برده * وحل والاحسان في لحده فالبس ظلام الحزن يا دهره * لبدرك الآفل من سعده كان به روض الهنا زاهيا * لأنه اليانع من ورده شق الثرى ريحانة للعلى * وعاد كالسيف إلى غمده وكل حي عيشه منهل * ما أقرب الاصدار من ورده وقال راثيا الحاج محمد جواد كبه، وقد صادف موته مجئ الحاج مصطفى كبه من الحج: - أأهنيك قائلا لك بشرى * أم أعزيك قائلا لك صبرا؟
فرحة أردفت بترحة ثكل * ساء فيها الزمان ساعة سرا شفعت فيه أوبة بذهاب * فمنحنا سجلين نفعا وضرا ملأ بالسرور للمجد شطرا * من حشاه وبالكآبة شطرا زمن آب بالسعود حميدا * بعدما أقلق الركائب عصرا قلت ألقى العصا وما كنت أدري * أن فيها له مآرب أخرى بينما تكتسي وجوه الليالي * رونقا للسرور إذ عدن غبرا خير يوم بدا بحلة زهو * ماله تحتها (تأبط شرا) يا خليلي والحديث شجون * فأجيلا معي إلى الحزم فكرا خبراني عن الصواب برشد * إن تكونا أحطتما فيه خبرا كان لي في الأمور قلب ولكن * بمقاديم دهشتي طار ذعرا قد وفدنا لكي نهني المعالي * فوجدنا العيون منهن عبرى فبماذا أواجه الفخر أم في * أي شئ أخاطب المجد جهرا؟
أبنعي فأنثر الشجو دمعا؟ * أم أحيي فأنظم السعد شعرا؟
فالليالي أقررن للجود عينا * وعلى النعي منه أقذين أخرى ومن المكرمات أبكين جفنا * بعدما للسعود أضحكن ثغرا طبت يا أرض بين حي وميت * بالشذا عطراك بطنا وظهرا فعزاء (لمصطفى) المجد عن من * خلت (بالمصطفى) أهنيه بشرى رحلت بالجواد أيام دهر * أين مرت من بعده قيل عقرا كان بالأمس أنظر الناس ربعا * وهو اليوم أطيب الناس قبرا يا بني (المصطفى) وبيت نداكم * قد بنى طائر الرجا فيه وكرا شدتموه على التقى يهدم الدهر * ويبقى بناؤه مشمخرا لست أدري أأودع المجد منكم * بشرا فيه أم ملائك غرا؟
خلد (المصطفى) به لكم الفخر * وزدتم (بالمصطفى) اليوم فخرا أرج المجد لو تجسم نشرا * من شذاه لعطر الأرض نشرا ولودت أترابها الغيد أن قد * جعلته على الترائب عطرا بسط الكف بالسماح فقلنا: * أرسلت نؤها الثريا فدرا ملك في يديه عشر بنان * نشأت للورى سحائب عشرا زاد في قدره التواضع حتى * عاد عنه الزمان يصعر قدرا فهو قلب العلى وأي مكان * حل فيه تواضعا كان صدرا بل هو العقد زانها وكذا العقد * يزين الفتاة جيدا ونحرا لو تحك النجوم في عاتقيها * أخمصيه لقيل حسبك فخرا أطبقت ظلمة الخطوب ولكن * بأخيه من ليلها شق فجرا فأرانا شمسا بوجه أبي (الهادي) * وشمنا به - ولا ليل - بدرا ذاك من أزهرت مزايا علاه * فبدت والكواكب الزهر زهرا جاء محض النجار أملس عرض * فيه طابت حواضن المجد حجرا عبق الجيب طاهر الردن والأذيال * عف الإزار سرا وجهرا قد حلت لي أخلاقه في زمان * قلت لما طعمته ما أمرا علمتني هي النظام إلى أن * (قيل لي أنت أشعر الناس طرا) (754) وأداروا لي المدامة منها * ثم قالوا تحبها قلت بهرا ماجد تطرب المسامع منه * من رقيق الثناء ما كان حرا وإذا مر في العطا ود فيه * مجلس الجود لم يزل مستمرا لا كمن إن تكلف الرفد يوما * أكلت كفه الندامة دهرا ففداءا لشبره باع قوم * لم تقس في ذراعها منه فترا مد لكن يدا صناع العطايا * طرزت بردتيه حمدا وشكرا لا تفاخر به المجرة إلا * إن ترد تكسب المجرة فخرا فهو بحر ويقذف الدر جودا * وهي نهر وليس يقذف درا وهو والمصطفى بنادي العلى شفع * وكل يقوم في القوم وترا حفظا حوزة السماح وكل * دونها للعذول كم سد ثغرا فدم المكرمات لو لم يجيئا * لنعته يتائم الشعر هدرا قد غرسنا فأثمر النظم حمدا * وسقيتم فأينع الجود وفرا لسواه يا عاصرا حلب الفكر * بكف الخسار تعصر خمرا أيها الطيبون معقد أزر * لكم الله شد بالنصر أزرا ذكركم بالجميل سار ولكن * كمسير الرياح برا وبحرا قرت الأرض بالجبال وكانت * هي والراسيات فيكم أقرا هاكموها بكر القريض وعنها * سائلاها هل مثلها افتض بكرا؟
بسوى السحر لم تعب اي وعيب * الباليات إنه كان سحرا مزجت راحة السرور بضر * فأذاقت طعمين حلوا ومرا همت في عفرها وما كل من هام * بوادي القريض يصطاد عفرا زان تحبيرها الطروس ففتش * ما عداها تجده طرسا وحبرا

754 صدر بيت ينسب إلى أبي نواس.
(٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 ... » »»