خزانة الأدب - البغدادي - ج ١١ - الصفحة ٢٩٥
وإن جعل من الرجز وجب أن يكون فيه ثلاث تغييرات. انتهى.
وقوله: بكيت هو خطاب لنفسه. والمحتزن: مفتعل من الحزن. قال الجوهري: احتزن وتحزن بمعنى. وأنشد البيت. والبكي: الكثيرؤ البكاء فعيل من بكى يبكي.
والصبا بكسر أوله والقصر: التصابي والميل إلى الجهل وحقيقته أن يفعل كالصبيان. والصبي: فعيل قال صاحب الصحاح: يقال: صبي بين الصبا والصباء إذا فتحت الصاد مددت وإذا كسرت قصرت. وصبي صباء كسمع سماعا: لعب مع الصبيان.
وقوله: أطربا تقدم إعرابه عن سيبويه. قال ابن خلف: انتصب طربا بفعل مضمر دل عليه الاستفهام لأنه بالفعل أولى.
والتقدير: أتطرب طربا وإنما ذكر المصدر دون الفعل لأنه أعم وأبلغ في المراد. وقد استشهد به ابن مالك على وجوب حجذف عامل المصدر الواقع في توبيخ.
قال السيوطي: والمشهور أنه منصوب على أنه مفعول مطلق وقيل: إنه على الحال المؤكدة أي: أتطرب في حال طرب. حكى ذلك أبو حيان. انتهى.
ولا يخفى ركاكته. وقيل: نصب بفعل مقدر: أتأتي طربا كما يقال: أتأتي معصية على أنه مفعول به.
والطرب هنا: خفة من حزن كما يدل عليه السياق خلافا للأعلم.
وبخ نفسه على وقوع الحزن منه مع حالة الشيخوخة على ديار أحبته الخالية وحقه أن لا يستفزه الحزن وأن يكون متثبتا لكونه ممن حنكته التجارب.
والدواري: مبالغة دار والياء لتأكيد المبالغة كالياء في أحمري. وفي الصحاح: الدواري:
(٢٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 290 291 292 293 294 295 296 297 298 299 300 ... » »»