خزانة الأدب - البغدادي - ج ١١ - الصفحة ٢٨٧
فزعموا: أن هل لا تأتي بمعنى قد أصلا. وهذا هو الصواب عندي إذ لا متمسك لمن أثبت ذلك إلا أحد ثلاثة أمور: أحدها: تفسير ابن عباس رضي الله عنهما ولعله إنما أراد أن الاستفهام في الآية للتقرير وليس باستفهام حقيقي. وقد صرح به جماعة من المفسرين وقال بعضهم: لا تكون هل للاستفهام التقريري وإنما ذلك من خواص الهمزة. وليس كما قال.
والثاني: قول سيبويه الذي شافه العرب وفهم مقاصدهم. وقد مضى أن سيبويه لم يقل ذلك.
والثالث: دخول الهمزة عليها في البيت والحرف لا يدخل على مثله في المعنى وهو شاذ ويمكن تخريجه على أنه من الجمع بين حرفين بمعنى واحد على سبيل التوكيد. انتهى باختصار.
ويرد عليهما أن ما رداه هو قول سيبويه إمام البصيرين والمبرد وقول إمام الكوفيين الكسائي وتلميذه الفراء وكلهم أئمة النحو والتفسير واللغة وقد خالطوا العرب الفصحاء وسمعوا كلامهم وفهموا مقاصدهم وثبت النقل عنهم فيتعين الأخذ به ورد من خالفهم في هذا الباب.
والله أعلم بالصواب.
وقوله: أهل عرفت الديار بالغريين هو من قصيدة لخطام المجاشعي تقدم شرح أبيات منها في الشاهد الخامس والثلاثين بعد المائة مع ترجمته.
قال اللخمي في شرح ابيات الجمل: هذه القصيدة من بحر السريع وربما حسب من لا يحسن العروض أنها من الرجز. وليس كذلك لأن الرجز لا يكون فيه معولان فيرد إلى فعولان. ومثله: قد عرضت أروى بقول إفناد وهو مستفعلن مستفعلن فعولان. انتهى.
(٢٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 282 283 284 285 286 287 288 289 290 291 292 ... » »»