خزانة الأدب - البغدادي - ج ١١ - الصفحة ٢٨١
* انتهى.
قال ابن يعيش في شرحه: هذا هو الظاهر من كلام سيبويه وذلك أنه قال عند الكلام على من ومتى: وكذلك هل إنما هي بمنزلة قد ولكنهم تركوا الألف إذ كانت هل إنما تقع في الاستفهام كأنه يريد أن هل تكون بمعنى قد والاستفهام فيها بتقدير ألف الاستفهام كما كان ذلك في من ومتى والأصل أمن أمتي ولما كثر استعمالها في الاستفهام حذفت أللف وتضمنت معناها.
وكذلك هل الأصل فيها: أ هل وكثر استعمالها في الاستفهام فحذفت الألف للعلم بمكانها.) انتهى.
وما نقله عن سيبويه مذكور في باب بيان أم لم تدخل على حروف الاستفهام ولم تدخل على ألف. وقد وقع مثل هذا في أوائل كتاب سيبويه في باب ما يختار فيه النصب من أبواب الاشتغال أيضا: وتقول أم هل فإنها بمنزلة قد ولكنهم تركوا الألف استغناء إذ كان هذا الكلام لا يقع لا في استفهام. انتهى.
ولم يقف ابن هشام على هذين النصين من كلام سيبويه فاعترض على الزمخشري بقوله: ولم أر في كتاب سيبويه ما نقله عنه وإنما قالفي باب عدة ما يكون عليه الكلم ما نصه: وهل هي للاستفهام لم يزد على ذلك. انتهى.
وقد رد عليه الدماميني بأنه لا لزوم من عدم رؤيته هو لذلك عدم وقوعه وكان الأولى به تحسين الظن بالزمخشري فإنه أمام في هذا الفن ثبت في النقل وما نقله عن سيبويه مسطور في موضعين من كتابه.
ثم نقل كلاميه من كتابه وقال: فإن قلت فما تصنع في دفع المعارضة التي أشار إليها وهي مخالفة قول سيبويه في باب عدة ما يكون عليه الكلام لقوله في غيره: إن هل إنما تكون بمنزلة قد قلت: أحمل ذلك على أنها للاستفهام باعتبار قيامها مقام الهمزة المحذوفة المفيدة
(٢٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 ... » »»