خزانة الأدب - البغدادي - ج ١١ - الصفحة ١٧٦
ثم مات شمس الدولة وتولى تاج الدولة فلم يستوزره فتوجه إلى أصبهان وبها علاء الدين أبو جعفر بن كاكويه وكان أبو علي قوي المزاج وتغلب عليه قوة النكاح حتى أنهكته وعرض له قولنج فحقن نفسه في يوم واحد ثماني مرات فقرح بعض أمعائه وظهر له سحج.
واتفق سفره مع علاء الدولة فعرض له الصرع عقيب القولنج فأمر بأخذ دانقين من كرفس في جملة ما يحقن به فجعل الطبيب الذي يعالجه فيه خمس دراهم فازداد السحج به من حدة الكرفس وطرح بعض غلمانه في أدويته شيئا كثيرا من الأفيون وكان سببه أن غلمانه خانوه في شيء من ماله فخافوا عاقبة أمره عند برئه.
وكان يصلح أسبوعا ويمرض أسبوعا ولا يحتمي ويجامع حتى قصد علاء الدولة بهمذان) فلما وصل إلى همذان ضعف جدا وأشرفت قوته على السقوط فأهمل المداوة وقال: المدبر الذي في بدني قد عجز فلا تنفعني المعالجة.
ثم اغتسل وتاب وتصدق بما معه على الفقراء ورد المظالم على من عرفه وأعتق مماليكه وجعل يختم في كل ثلاثة أيام ختمة إلى أن مات في ذلك التاريخ.
وصنف كتاب الشفاء في الحكمة والنجاة والإشارات والقانون وغير ذلك ما يقارب مائة مصنف في فنون شتى. وله رسائل بديعة وهو أحد فلاسفة الإسلام وله شعر جيد باللسانين ومنه قصيدته في النفس ومطلعها: الكامل
(١٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 ... » »»