خزانة الأدب - البغدادي - ج ١١ - الصفحة ١٣٢
بما زاد عليها فالجواب: أن تلك الكف زينت بلطافة البنان وحسنها أو بمغايرة خضابها في اللون خضاب الكف.
على أنا نقول: لو أريد أن الزينة حصلت بذات البنان لاستقام ويكون إشارة إلى ما خص الله به النوع الإنساني من الأعضاء المتناسبة بالنسبة إلى سائر الحيوان. كذا في شرح المغني لابن الملا.
وروى ابن المستوفي المصراع هكذا: وكف لها مخضوبة ببنان فلا يرد السؤال والجواب.
وقوله: لعمري ما أدري روي كذا بالياء والكاف. وروي أيضا: فوالله ما أدري. والدراية: علم يتخيل. وجملة ما أدري: جواب القسم.
وأدري: يتعدى لمفعولين وهو هنا معلق بالاستفهام المقدر في بسبع وجملة وإن كنت داريا:) اعتراض بين أدري وبين معموله وإن وصلية.
فإن قلت: كيف ينفي الدراية عنه ثم يثبتها له قلت: اختلاف زمانهما نفى التناقض.
وقال السيوطي في شرح أبيات المغني: قوله: وإن كنت يحتمل أن تكون إن نافية أي: وما كنت داريا فيكون تأكيدا للجملة قبلها. ويحتمل أن تكون مخففة من الثقيلة أي: وإني كنت قبل ذلك من أهل الدراية والمعرفة حتى بدا لي ما ذكر فسلبت الدراية. وهذا الاحتمال عندي أظهر.
قلت: أما الأول فبعيد مع أن الحمل على التأسيس خير من التأكيد. وأما الثاني فكان يلزمه أن يقول: وإن كنت لداريا باللام الفارقة.
وقوله: رمين بنون النسوة وهو واضح مع ما قدمنا. وقال ابن الملا: فإن قلت: كان الظاهر رمت فلم أتى بضمير الجمع قلت: للتعظيم الذي يليق بأهل الود السليم. انتهى.
(١٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 ... » »»