خزانة الأدب - البغدادي - ج ١١ - الصفحة ١٣٣
أقول: تعظيم الغائب الواحد بضمير الجمع غير موجود في لغة العرب.
وقال الدماميني: الضمير عائد إلى البنان أو إلى المرأة وصواحبها.
قال السيوطي: هذا البيت أنشده الزبير بن بكار بلفظ:
* فوالله ما أدري وإني لحاسب * بسبع رميت الجمر أو بثمان * بتاء المتكلم في رميت. وهذا الوجه أوجه بلا شك فإن الإخبار بذهوله عن فعله لشغل قلبه بما رأى أبلغ من الإخبار بذهوله عن فعل الغير. وفيه سلامة من التأويل المذكور.
قال ابن الملا: ولقائل أن يقول: هذا الكلام في حيز المنع إذ ليس في ذهول الإنسان عن فعل نفسه وإن كان ذا خطر كبير أمر لا سيما والشاغل ما ذكر كيف وإن وقوعه أكثر من أن يحصى بخلاف ذهول الإنسان عن فعل الغير المتصدي لمراقبته شهودا وغيبة فإن العادة تقتضي والمذهب الغرامي يوجب أن من تصدى لمراقبة فعل الأحباب كان أبعد من أن يذهل وأما دعواه السلامة من التأويل فظاهر المنع لأن معنى البيت على روايته: فوالله ما أدري الحساب وإني لحساب لأن نفيه لدراية جواب أبسبع رمين أم بثمان إنما هو لانتفاء كونه داريا إذا ذاك بالحساب كما يشهد به التخيل الصحيح. ويعود الإشكال فيحتاج إلى التأويل اللهم إلا أن يكون أراد التأويل في رمين. انتهى كلامه.
وقال ابن المستوفي: أراد أنه شغل بهن فلم يدر عدد ما رمينه من الجمرات. وهذا معنى مبتذل إلا أنه عكس ما ذكره غيره. وذلك أن الشعراء ذكروا أنهم شغلوا وبهتوا بما جرى) عليهم فلم يعلموا ما فعلوا بأنفسهم كقول جران العود: البسيط *
(١٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 ... » »»