منطلق في مثل ذلك مثبت له الانطلاق غير داخل في حيز التمني بخلاف ليت زيدا قائم وعمرا منطلق.
وإذا ثبت ذلك كان جعلك وشرك مرتوي مرفوعا على الابتداء يوجب أن يكون مخبرا بإثبات فيوجب إخباره بأن شره منكف فيفسد المعنى إذ المعنى أن شره زائد وأنه يتمنى أن لا يكون كذلك فكيف يحمل على وجه يثبت ما مقصود المتكلم نفيه. انتهى.
وقول الشارح: ويكون الماء على هذا الوجه مرفوعا أي: على وجه جعل مرتوي خبرا لقوله: وشرك.
وقوله: فاعل ارتوى أي ما دام الماء ريان هذا أحد وجهين فيه. قال ابن الشجري: وعلى مذهب أبي علي في كون مرتوي خبرا لكان رفع الماء بتأويلين: أحدهما: تقدير حذف مضاف أي: ما ارتوى أهل الماء كما جاء: واسأل القرية أي: أهل القرية و حتى تضع الحرب أوزارها أي: يضع أهل الحرب أسلحتهم. ومن كلامهم: صلى المسجد أي: أهل المسجد. وقد كثر حذف المضاف جدا.
وثانيهما: ما أجازه بعض المتأخرين وهو أن يكون الماء فاعل ارتوى من غير تقدير مضاف.
قال: وجاز وصف الماء بالارتواء للمبالغة كما جاز وصفه بالعطش لذلك قال المتنبي: وجبت هجيرا يترك الماء صاديا