خزانة الأدب - البغدادي - ج ١٠ - الصفحة ٤٦١
* تقول سليمى ما لجسمك شاحبا * كأنك يحميك الشراب طبيب * * فقلت ولم أعي الجواب لقولها * وللدهر في صم السلام نصيب * * تتابع أحداث تخرمن إخوتي * وشيبن رأسي والخطوب تشيب * * لعمري لئن كانت أصابت مصيبة * أخي والمنايا للرجال شعوب * * لقد عجمت مني الحوادث ماجدا * عروفا لريب الدهر حين يريب * * وقد كان: أما حلمه فمروح * علينا وأما جهله فعزيب * * فتى الحرب إن حاربت كان سمامها * وفي السلم مفضال اليدين وهوب * * هوت أمه ماذا تضمن قبره * من الجود والمعروف حين يثيب * * جموع خلال الخير من كل جانب * إذا جاء جياء بهن ذهوب * * هوت أمه ما يبعث الصبح غاديا * وماذا يرد الليل حين يؤوب * * مغيث مفيد الفائدات معود * لفعل الندى والمكرمات كسوب) * (غنينا بخير حقبة ثم جلحت * علينا التي كل الأنام تصيب * * ولو كان حي يفتدى لفديته * بما لم تكن عنه النفوس تطيب * * بعيني أو يمنى يدي وإنني * ببذل فداه جاهدا لمصيب * * فإن تكن الأيام أحسن مرة * إلي فقد عادت لهن ذنوب * * أخي كان يكفيني وكان يعينني * على نائبات الدهر حين تنوب *
(٤٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 456 457 458 459 460 461 462 463 464 465 466 ... » »»