خزانة الأدب - البغدادي - ج ١٠ - الصفحة ٤٥٩
ترى أن القائل إذا قال الحمد لله وما أشبهه فهو وإن كان مبتدأ ففيه معنى الفعل يريد: أحمد الله. وعلى هذا يجري الباب كله.
قال الأعشى:
* بذات لوث عفرناة إذا عثرت * فالتعس أدنى لها من أن أقول لعا * يقول: أدعو عليها أحرى من أن أدعو لها. ثم اتسع هذا فصار مثلا حتى يقال لكل منكوب: لعا ولعا له. انتهى.
ولكون لعا في معنى الدعاء أي: انتعش بالفعل الماضي على وجه الدعاء. يقال: انتعش العاثر من عثرته أي: نهض. ونعشه الله وأنعشه: أقامه. وتنوينه للتنكير كما في صه. وهو مبني على السكون وإنما جاز الابتداء به مع التنكير لأنه في معنى الدعاء.
قال ابن هشام في بحث مسوغات الابتداء بالنكرة: السابع أن تكون في معنى الفعل وهذا شامل لنحو: عجب لزيد. وضبطوه بأن يريد بها التعجب. ولنحو: سلام على آل ياسين و ويل للمطففين. وضبطوه بأن يراد بها الدعاء. انتهى.
ولا يجوز أن تكون اللام للتبيين وهي متعلقة بمحذوف استؤنف للتبيين مع رفع لعا. قال ابن هشام في بحث اللام المبينة: ومثال المبينة للفاعلية تبا لزيد وويحا فإنهما
(٤٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 454 455 456 457 458 459 460 461 462 463 464 ... » »»