وأما ثانيا فلما تقدم من أن ضمير الشأن لا يصار إليه مع إمكان المرجع وقد أمكن هنا يجعله راجعا إلى الألة وهي الحربة.
وقال المرزوقي في شرح الحماسة: قوله: كأن قبس يجوز فيه الرفع والنصب والجر. فإذا رفعت فعلى الضمير يريد: كأنها قبس يعلى بها حين أشرعت. و القبس: النار.
ومن نصب فلأنه أعمل كأن مخففة عملها مثقلة يريد: كأن قبسا يعلى بها ويكون الخبر يعلى بها ومن جر فقال: كأن قبس جعل أن زائدة وأعمل الكاف. انتهى.) ويجوز على النصب أن يكون يعلى صفة لقبس والخبر قوله بها.
والبيت من أبيات عشرة أوردها أبو تمام في الحماسة لمجمع بن هلال. قال: غزا مجمع بن هلال بن خالد بن مالك بن هلال بن الحارث بن تيم الله يريد بني سعد بن زيد مناة فلم يصب شيئا فرجع من غزاته تلك فمر بماء لبني تميم عليه ناس من بني مجاشع فقتل فيهم وأسر فقال في * إن أمس ما شيخا كبيرا فطالما * عمرت ولكن لا أرى العمر ينفع * * مضت مائة من مولدي فنضيتها * وخمس تباع بعد ذاك وأربع * * وخيل كأسراب القطا قد وزعتها * لها سبل فيه المنية تلمع * * شهدت وغنم قد حويت ولذة * أتيت وماذا العيش إلا التمتع *