خزانة الأدب - البغدادي - ج ١٠ - الصفحة ٤٤
وقوله: دعست على غطش... إلخ الغطش بفتح المعجمة وسكون المهملة هو الظلمة من قوله تعالى: وأغطش ليلها أي: أظلمه.
والبغش بفتح الموحدة وسكون المعجمة: المطر الخفيف. وجملة: وصحبتي سعار... إلخ حال من التاء في دعست.
والصحبة بالضم: مصدر صحبه يصحبه وأراد به الصاحب. والسعار بضم السين المهملة) بعدها عين مهملة وهو حر يجده الإنسان في جوفه من شدة الجوع والبرد. والإرزيز بكسر الهمزة وسكون المهملة قال صاحب الصحاح: هي الرعدة.
وقال التبريزي: إرزيز إفعيل يكون من شيئين من الارتزاز أي: الثبوت يريد أن يجمد في مكانه من شدة البرد ومن الرز وهو صوت أحشائه من الشدة.
والوجر بفتح وسكون الجيم بعدها راء مهملة قال التبريزي: هو الخوف ومنه يقال: أنا أوجر والأفكل: أفعل قال صاحب الصحاح: هي الرعدة ولا يبنى منه فعل يقال: أخذه أفكل إذا ارتعد من برد أو خوف وهو منصرف فإن سميت به رجلا لم تصرفه في المعرفة للتعريف ووزن الفعل وصرفته في النكرة. وعلى هذا فمعنى الإرزيز ما ذكره التبريزي.
قال الزمخشري: وموضع ليلة نحس نصب بدعست أي: دعست في ليلة نحس. ويجوز أن يكون دعست صفة لليلة والعائد محذوف أي: دعست فيها ويكون جواب رب محذوفا وهو تعمدت أو قصدت. وعلى غطش موضعه حال أي: داخلا في ظلمة ومطر.
وقوله: فأيمت نسوانا هو معطوف على دعست أي: جعلت النساء أيامى جمع أيم كسيد وهي التي لا زوج لها. وأيتمت إلدة أي: جعلت الأولاد أيتاما. يريد أنه قتل أزواج النساء وآباء الأولاد. إلدة بكسر الهمزة أصله ولدة جمع وليد وهو الصبي. قاله صاحب الصحاح.
(٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 ... » »»