وظنوا ما لهم من محيص فلو بقيت إن على كسرها بعد علمت للزمتها اللام وكان ذلك واجبا لتخليصه من النفي. فإذا لم تبق على الكسرة فلا ضرورة إلى اللام.
فإن شئت قلت: إذا أدخلت علمت عليها حذفت اللام لزوال المعنى الذي كانت اللام اجتلبت له بدون علمت. وإن شئت قلت: أتركها ولا احذفها فتكون كالأشياء التي تذكر تأكيدا من غير ضرورة إليه. وذلك كثير في الكلام. انتهى كلامه. ولم أره لغيره وهو غريب يحتاج في إثباته إلى السماع.
هذا والبيت لعاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل من أبيات رثت بها زوجها الزبير بن العوام وقد قتله عمرو بن جرموز المجاشعي غدرا بعد انصرافه من وقعة الجمل.
وذلك أن الزبير كان خرج مع عائشة رضي الله عنهما في وقعة الجمل ولما حمي القتال ناداه علي رضي الله عنه فقال له: أنشدك الله يا زبير أما تذكر يوم قال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا زبير أتحب عليا قلت: وما يمنعني من حبي وهو ابن خالي فقال: ستقاتله وأنت ظالم له. فقال: اللهم بلى قد كان ذلك ولكني قد أنسيت ذلك.
فانصرف الزبير من الحرب آخذا طريق مكة فنول على قوم من تميم فأضافه ابن جرموز وخرج معه إلى وادي السباع وهو على أربعة فراسخ من البصرة وأراد أنه يريد مسايرته فقتله غيلة وذلك في سنة ست وثلاثين من الهجرة. ورثته زوجته بهذه الأبيات:
* غدر ابن جرموز بفارس بهمة * يوم اللقاء وكان غير معرد * * يا عمرو لو نبهته لوجدته * لا طائشا رعش الجنان ولا اليد *