خزانة الأدب - البغدادي - ج ١٠ - الصفحة ٤٠١
فهي لا تدخل إلا على المبتدأ أو على خبر إن إذ كان إياه في المعنى أو متعلقا به. ولاتدخل من الفعل إلا على ما كان مضارعا واقعا في خبر إن وكان فعلا للحال.
فإذا لم تدخل إلا على ما ذكرنا لم يجز أن تكون هذه اللام التي تصحب إن الخفيفة إياها إذ لا جائز دخول لام الابتداء على الفعل الماضي. وقد وقع بعد إن هذه الفعل نحو: إن كادوا و إن وجدنا أكثرهم لفاسقين وقد جاوزت الأفعال الواقعة بعد إن فعملت فيما بعد اللام. ومعلوم أن لام الابتداء التي تدخل في خبر إن الشديدة لا يعمل الفعل الذي قبلها فيما بعدها وذلك نحو: وإن كنا عن عبادتكم) لغافلين وقول القائل:
* هبلتك أمك إن قتلت لفارسا * حلت عليك عقوبة المتعمد * فلما عمل الفعل فيما بعد اللام علم أنها ليست التي تدخل في خبر إن الشديدة. وليست أيضا التي تدخل على الفعل المستقبل والماضي للقسم نحو: ليفعلن ولفعلوا.
ولو كانت تلك للزم الفعل الذي تدخل عليه إحدى النونين فلما لم تلزم علم أنها ليست إياه. قال تعالى: إن كاد ليضلنا عن آلهتنا و إن كانوا ليقولون فلم تلزم النون.
وحكى سيبويه أن هذه النون قد لا تلزم الفعل المستقبل في القسم فيقال: والله لتفعل وهو يريدون لتفعلن. قال: إلا أن الأكثر على ألسنتهم ما أعلمتك من دخول إحدى النونين فلا ينبغي أن تقول: إن هذه اللام هي التي في لتفعلن فتحمل الآي التي تلوناها على الأقل في الكلام.
(٤٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 396 397 398 399 400 401 402 403 404 405 406 ... » »»