خزانة الأدب - البغدادي - ج ١٠ - الصفحة ٤٠٠
النزول. وروي أيضا: إن قتلت لفارسا.
قال أبو علي في البغداديات: إن المخففة قد دخلت على الفعل في نحو: إن كان ليضلنا و إن كانوا ليقولون.
فيقول القائل: كيف دخلت على الفعل مخففة وامتنعت من الدخول عليه مثقلة فالجواب أنها امتنعت من ذلك مثقلة لشبهها بالفعل في إحداثها الرفع والنصب كمل يحدثهما الفعل فمن حيث لم يدخل الفعل على الفعل لم تدخل هي أيضا عليه.
وأصلها أنها حرف تأكيد وإن كان لها هذا الشبه الذي ذكرنا بالفعل. وإذا خففت زال شبه الفعل عنها فلم تمتنع من الدخول على الفعل إذ كانت الجمل الخبرية على ضربين: مبتدأ وخبر وفعل وفاعل.
وقد تحتاج المركبة من الفعل والفاعل من التأكيد إلى مثل ما تحتاج إليه المركبة من المبتدأ والخبر فدخلت المخففة على الفعل مؤكدة إذا كان أصلها التأكيد وزال المعنى الذي له كان امتنع من الدخول على الفعل وهو شبهها به.
ولزوال شبهه بالفعل اختير في الاسم الواقع بعده الرفع وجاء أكثر القراءة على ذلك. ومن حيث اختير الرفع في الاسم الواقع بعدها جاز دخولها على الفعل.
فأما اللام التي تصحبها مخففة ف هي للفرق بينها وبين إن التي تجيء نافية بمعنى ما وليست هذه اللام بالتي تدخل على خبر إن المشددة التي هي للابتداء لأن تلك كان حكمها أن تدخل على إن فأخرت إلى الخبر لئلا يجتمع تأكيدان إذ كان الخبر هو المبتدأ في المعنى وما هو واقع موقعه وراجع إليه.
(٤٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 395 396 397 398 399 400 401 402 403 404 405 ... » »»