خزانة الأدب - البغدادي - ج ١٠ - الصفحة ٣٦٠
على أن بعض العرب يقول: لهنك لرجل صدق بلامين كما في المصراعين. وقد تحذف الثانية فيقال: لهنك رجل صدق كما في البيت. ويريد أن الثانية لام الابتداء التي تكون مع إن.
ولا وجه لتقييد الحذف بالقلة إذ لم يغلب ذكرها مع إن ولم يكثر حتى يقال إن حذفها قليل قال ابن جني في سر الصناعة: وإذا كانت إن مشددة فأنت في إدخال اللام في الخبر وتركها مخير فإن خففت لزمت اللام لئلا تلتبس بأن النافية. وأما اللام الأولى فهي مع الهاء على قول الفراء والمفضل بن سلمة بقية لفظ الجلالة.
وأما على قول سيبويه بجعل الهاء بدلا من همز إن فلم يظهر من كلام الشارح ما هي عنده.
وربما يؤخذ منه أنها زائدة عنده ولهذا أورد كلامه في ذيل مبحث اللام الزائدة.
وهو مذهب ابن مالك. قال في التسهيل: وربما زيدت اللام قبل همزتها مبدلة مع هاء مع تأكيد الخبر وتجريده.
وهذا ظاهر قول الجوهري في الصحاح: اللام الأولى للتوكيد والثانية لام إن.
وهذا ليس مذهب سيبويه وإنما هي عنده لام جواب قسم مقدر وهذا نصه ونقله ابن السراج في الأصول: لهنك لرجل صدق: هذه كلمة تتكلم بها العرب في حال اليمين وليس كل العرب يتكلم بها فهي إن ولكنهم أبدلوا الهاء مكان الألف كقولك: هرقت.
ولحقت هذه اللام إن كما لحقت ما حين قلت: إن زيدا لما لينطلقن فلحقت إن اللام في اليمين كما لحقت ما.) فاللام الأولى في لهنك لام اليمين والثانية لام إن وفي: لما لينطلقن اللام الأولى لأن والثانية
(٣٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 355 356 357 358 359 360 361 362 363 364 365 ... » »»