خزانة الأدب - البغدادي - ج ١٠ - الصفحة ٢١٠
والضب: حيوان معروف. والانجحار بتقديم الجيم على الحاء المهملة: الدخول في الجحر بضم الجيم وهو ما حفره الهوام السباع لأنفسها.
وفي أساس البلاغة: جحرت الضباب فانجحرت أي: دخلت في جحرتها. يقول: لا تفزع أهوال تلك المفازة الأرنب لأنه لا أرنب حتى تفزع من أهوالها لأنه لا يمكنها السكون فيها لشدة أهوالها ولا تشاهد الضب فيها منجحرا لأنه لا ضب فيها فينجحر.
وهذا البيت نسبه ابن الأنباري في شرح المفضليات لعمرو بن أحمر الباهلي وهو شاعر إسلامي تقدمت ترجمته في الشاهد الستين بعد الأربعمائة.
والمشهور والمستعمل في هذا المعنى قول امرئ القيس:
* على لاحب لا يهتدى بمناره * إذا سلفه العود الديافي جرجرا * فإنه لم يرد أن فيه منارا لا يهتدى به ولكنه نفى أن يكون به منار. والمعنى: لا منار فيه فيهتدى به. واللاحب بالحاء المهملة: الطريق الواضح.) والمنار: جمع منارة وأصلها منورة مفعلة من النور وسمي بذلك لأنها في الأصل كل مرتفع عليه نار ولذلك قالوا في جمعها: مناور. وسافه: شمه ومصدره السوف. والعود: بفتح المهملة: البعير الهرم. الديافي منسوب إلى دياف: قرية بالشام وقيل: بالجزيرة. وقيل: بل دياف أنباط بالشام. وفتح بعضهم أوله. والجرجرة: صوت يردده البعير في حنجرته. وإنما يجرجر في الطريق إذا
(٢١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 ... » »»