خزانة الأدب - البغدادي - ج ٩ - الصفحة ٩٦
متى تأته تعشو إلى ضوء ناره أي: تنظر إليها نظر العشي لما يضعف بصرك من عظم الوقود واتساع الضوء.
وهو بين في معنى قول حاتم: السريع * أعشو إذا ما جارتي برزت * حتى يواري جارتي الخدر * اه.
وقول العيني: تعشو من عشا إذا أتى نارا يرجو عندها خيرا أو هدى ليس معناه ما ذكره.) وكذلك قول ابن المستوفي: يقال: عشا إلى النار يعشو إذا استدل عليها ليبصر. ضعيف.
قال عبد اللطيف البغدادي في شرح نقد الشعر لقدامة: وصفه بأن ناره موقدة بالليل وهذا عند العرب غاية المدح بالكرم وقرى الضيفان. ثم دل بقوله: تعشو إلى ضوء ناره أن السابلة تستضيء بها وتقصد نحوها. وهذا صفة النار إذا كانت على نشز ولا يفعل ذلك إلا السيد وقوله: تجد خير نار عندها خير موقد أي: متى أتيته عاشيا إلى ضوء ناره وجدت خير نار أي: أنفع نار للدفء والأكل عندها خير موقد يحتمل معنيين.
أحدهما: أن يريد بمن عندها من يوقدها من الغلمان والخول.
ويريد بقوله: خير موقد كثرة كرمهم واحتفالهم بالوارد عليهم وحسن القيام عليه بجميع ما يحتاج إليه.
(٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 ... » »»