أحدهما: أنه يؤتي ماله لاكتسب الحمد فخلص به من رذيلة التبذير الذي هو إنفاق لا لغرض صحيح.
والثاني: أنه ينفق ماله لطلب الحمد لا لعوض آخر فخلص به من رذيلة التقتير وهو أخذ العوض المحسوس فيما ينفقه فحينئذ تمحض الوسط للفضيلة.
وقوله: ومن يعط... إلخ أتى بقضية كلية مشهورة تقتضي استحقاقه للحمد.
وقوله: يرى البخل لا يبقي.... إلخ. دل به على أن كرمه ليس لمجرد الطبع فقط بل عن فكرة وروية واعتقاد صحيح ونظر في العواقب مستقيم.
قال أفلاطون في هذا المعنى: نعم البخل لو كان المال لا يؤتى عليه إلا من جهة البذل. ولكن لما كان المال معرضا للتلف بالحوادث الخارجة التي لا يمكن الاحتراس منها كان إتلافه على يدي مالكه أفضل لأنه يحوز به الحمد.
وقوله: كسوب ومتلاف.... إلخ قال عبد اللطيف: وصفه بالشجاعة والسخاء جميعا.
فبالشجاعة يكتسب وبالسخاء يبذل ويتلف.
ويجوز أن يريد بكسوب أنه يكتسب الحمد وبقوله متلاف البذل فلا يخرج إذن عن وصفه بالسخاء بل يصح أن يقال إنه وصفه مع السخاء بالعقل لأن السعي في كسب الحمد من أفعال العقلاء.
وقوله: إذا ما سألته تهلل أي: استبشر واستنار محياه. وهذا إنما يكون عند تناهي الجود.
وقوله: اهتز اهتزاز المهند وصفه مع البشاشة بالجمال والشهامة واعتدال الحركات فإن اهتزاز المهند مما يوصف به الشهم الشجاع. وأما اهتزاز القضيب والغصن الرطيب فمما يوصف به النساء والمترفون.
وقوله: هو الواهب الكوم... إلخ الكوم: جمع كوماء وهي الناقة