خزانة الأدب - البغدادي - ج ٩ - الصفحة ٤٩٤
تكون بمعناها أي: لهم بصارة وحذق في هذا الشأن.
قال ابن عصفور في الضرائر: إنما عدي بصير بقي لأن قولك: هو بصير بكذا يرجع إلى معنى والبيت من أبيات تسعة لزيد الخيل الطائي رواها أبو زيد في نوادره وأبو العباس الأحول في شرح ديوان كعب بن زهير وأبو علي القالي في ذيل الأمالي وهي: الطويل * أفي كل عام مأتم تبعثونه * على محمر عود أثيب وما رضا * * تجدون خمشا بعد خمش كأنه * على فاجع من خير قومكم نعا * * تحضض جبارا علي ورهطه * وما صرمتي منهم لأول من سعى * * ترعى بأذناب الشعاب ودونها * رجال يردون الظلوم عن الهوى * * ويركب يوم الروع فيها فوارس * بصيرون في طعن الأباهر والكلى * * فلولا زهير أن أكدر نعمة * لقاذعت كعبا ما بقيت وما بقا * * قد انبعثت عرسي بليل تلومني * وأقرب بأحلام النساء من الردى * * تقول: أرى زيدا وقد كان مقترا * أراه لعمري قد تمول واقتنى * * وذاك عطاء الله في كل غارة * مشمرة يوما إذا قلص الخصي * وقوله: أفي كل عام... إلخ استفهام توبيخي. والمأتم مهموز وهو الجماعة من النساء يجتمعن لحزن أو فرح والمراد هنا الحزن ولهذا أعاد الضمير إليه من تبعثونه مذكرا.
(٤٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 489 490 491 492 493 494 495 496 497 498 499 ... » »»