خزانة الأدب - البغدادي - ج ٩ - الصفحة ٤٩٢
وقال كثير وذكر نعلا: الطويل * إذا طرحت لا يطبي الكلب ريحها * وإن طرحت في مجلس القوم شمت * أي: هي طيبة الريح ليست بفطير لأن النعل إذا كنت غير مدبوغة وظفر بها الكلب أكلها.
وقوله: ليس بتوأم يريد أنه لم يزاحمه أخ في بطن أمه فيكون ضعيف الخلقة.
والتوأم: الذي يكون مع آخر في بطن أمه. فنفى عنه ذلك ووصفه بكمال الخلق وتمام الشدة والقوة.
يقول: هو بطل مديد القامة كأن ثيابه ألبست شجرة عظيم من طول قامته واستواء خلقه ويتخذ النعال من جلود البقر المدبوغة ولم تحمله أمه مع غيره.
وقد بالغ في وصفه بالشدة والقوة بامتداد قامته وعظم أعضائه وتمام غذائه عند إرضاعه إذ كان غير توأم.
وقوله: بمهند هو السيف الهندي. وقوله: صافي الحديدة أي: مجلو صقيل. والمخذم بكسر الميم والمعجمتين: القاطع من خذمه أي: قطعه.
وقوله: لما رآني قد نزلت... إلخ النواجذ: آخر الأضراس. ومعنى أبدى نواجذه أي: كلح غيظا علي. ويقال: بل كلح كراهة للطعن. وقيل: المعنى لما رآني قاصدا له كلح وكشر أسنانه فصار كأنه متبسم.
وقيل: المعنى لما قتلته تقلصت شفتاه عن أسنانه فصرت إذا نظرت إليه كأنه يتبسم. يقول: لما) نزلت عن فرسي أريد قتله كشر عن أسنانه غير متبسم. أي: لفرط كلوحه من كراهية الموت تقلصت شفتاه عن أسنانه.
وقوله: عهدي به أي: مشاهدتي له وقد تخضب بدمه فكأنه قد خضب
(٤٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 487 488 489 490 491 492 493 494 495 496 497 ... » »»