خزانة الأدب - البغدادي - ج ٩ - الصفحة ٤٨٤
فخشي أن يراه من يعرفه فرمى بنفسه في جب فلم يزل فيه حتى انصرفت القيسية فنجا وقتل أبوه غوث وأسرف الجحاف في القتل وشق البطون عن الأجنة وفعل أمرا عظيما. فلما عاد عنهم قدم الأخطل على عبد الملك فأنشده: الطويل * لقد أوقع الجحاف بالبشر وقعة * إلى الله منها المشتكى والمعول * والبشر بكسر الموحدة وسكون المعجمة: اسم ماء. فطلب عبد الملك الجحاف فهرب إلى الروم فكان يتردد فيها ثم بعث إلى بطانة عبد الملك من قيس فطلبوا له الأمان فآمنه فلما ثم تنسك الجحاف وصلح ومضى حاجا فتعلق بأستار الكعبة وجعل يقول: اللهم اغفر لي وما أظنك تفعل فسمعه محمد بن الحنفية فقال: يا شيخ قنوطك شر من ذنبك.
ومن هنا نرجع إلى شرح الأبيات. فقوله: بكى دوبل هو اسم الأخطل. قال شارحه: كان الأخطل يلقب به صغيرا. وبكاؤه لقوله: لقد أوقع الجحاف بالبشر وقعة............ البيت وابن منادى. والقلس بفتح القاف: حبل ضخم من ليف أو خوص أراد به زنار النصارى.
والجحاف بفتح الجيم وتشديد الحاء المهملة. وتحضه: تحثه. يقال: حضه على الأمر أي: حمله عليه. والمكث: البطء. والورد بالكسر: الورود.
وذر قرن الشمس: طلعت. والكردوس بالضم: القطعة من الخيل العظيمة
(٤٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 479 480 481 482 483 484 485 486 487 488 489 ... » »»