) * (ومقتولة صبرا ترى عند رجلها * بقيرا وأخرى ذات بعل تولول * * وقد قتل الجحاف أزواج نسوة * يسوق ابن خلاس بهن وعزهل * * تقول لك الثكلى المصاب حليلها * أبا مالك ما في الظعائن مغزل * * حضضت عن القوم الذين تركتهم * تعل الردينيات فيهم وتنهل * * عقاب المنايا تستدير عليهم * وشعث النواصي لجمهن تصلصل * * بدجلة إذ كروا وقيس وراءهم * صفوفا وإن راموا المخاضة أو حلوا * * فما زالت القتلى تمج دماءها * بدجلة حتى ماء دجلة أشكل * * فإن لا تعلق من قريش بذمة * فليس على أسياف قيس معول * * لنا الفضل في الدنيا وأنفك راغم * ونحن لكم يوم القيامة أفضل * * وقد شققت يوم الحروب سيوفنا * عواتق لم يثبت عليهن محمل * * أجار بنو مروان منهم دماءكم * فمن من بني مروان أعلى وأفضل * وينبغي أن نقدم أولا سبب ما أوقعه الجحاف ببني تغلب ثم نشرح الأبيات فنقول: إن عمير بن الحباب السلمي خرج على عبد الملك في أول خلافته فاجتمعت إليه قيس وعامر وكان نازلا في القرب من بني تغلب قبيلة الأخطل وكانت منازلهم بين الخابور والفرات ودجلة فأساء المجاورة مع تغلب فوقع بينهم شر فما زال الحرب بينهم سجالا إلى أن قتل بنو تغلب عميرا وأرسلوا برأسه إلى عبد الملك
(٤٨٢)