قولهم: أولاة الآن. وهو من الولي وهو القرب. قال المبرد في الكامل عند إنشاد قول الخنساء: المتقارب * هممت بنفسي كل الهموم * فأولى لنفسي أولى لها * يقول الرجل إذا حاول شيئا فأفلته من بعد ما كاد يصيبه: أولى له. وإذا أفلت من عظيمة قال: أولى لي.
ويروى عن ابن الحنفية رحمة الله عليه أنه كان يقول: إذا مات ميت في جواره أو في داره: أولى لي كدت أكون السواد المخترم. وأنشد لرجل يقتنص الصيد فإذا أفلته الصيد قال: أولى لك.
فكثر ذلك منه فقال: الطويل * فلو كان أولى يطعم القوم صدتهم * ولكن أولى يترق القوم جوعا * اه.) وقال الفارسي في كتاب الشعر: أولى: اسم مبتدأ ولك: الخبر. ولا يجوز أن يكون أفعل من كذا لأن أبا زيد حكى أنهم يقولون: أولاة الآن إذا أوعدوا.
فدخول علامة التأنيث على أفعل يدلك على أنه ليس بأفعل من كذا وأنه مثل أرملة وأضحاة في أنه على أفعل لا يراد به اتصال الجار به إلا أنهم جعلوا المؤنث فيه أيضا معرفة كما جعلوا المذكر كذلك فصار بمنزلة شيء سمي بأضحاة فلم ينصرف.