خزانة الأدب - البغدادي - ج ٩ - الصفحة ٣٤٤
* لبئس نصيب القوم من أخويهم * طراد الحواشي واستراق النواضح * * وما زال من قتلى رزاح بعالج * دم ناقع أو جاسد غير ما صح * * دعا الطير حتى أقبلت من ضرية * دواعي دم مهراقة غير بارح * عسى طيئ من طيئ.............. البيت) يريد بأخويهم: صاحبيهم يقال: يا أخا بكر يراد: يا واحدا منهم. والحاشية: صغار الإبل ورذالها. والنواضح: جمع ناضح وهي الإبل التي يستسقى عليها الماء جعلت كأنها تنضح الزرع والنخل. وطراد وما عطف عليه بدل من نصيب يقول: إنهم لا يقدمون على القوم يعني: بلغ من جبنهم أن لا يتعرضوا للرعاة إلا سرقة يسرقون النواضح ويطردون الحواشي فيرضون بذلك من طلب الثأر فبئس العوض ذلك من دم أخويهم يهزأ بهم.
وهذا تعريض بمن وجب عليه طلب الدم فاقتصر على الغارة وسرقة الإبل. وفيه بعث على طلب الدم. وأكد ذلك بقوله: وما زال من قتلى رزاح.... إلخ وهو براء مفتوحة وزاي وحاء مهملة: قبيلة من خولان. وقتلى: جمع قتيل.
وعالج بالجيم: موضع بالبادية فيه رمل. والدم الناقع بالنون والقاف قيل: الثابت وقيل: الطري. والدم الجاسد بالجيم قيل: القديم وقيل: اليابس. والماصح بالصاد المهملة من مصح كمنع مصوحا: ذهب وانقطع.
يقول: لا يزال من مقتولي هذه القبيلة بهذا المكان دم طري ويابس غير زائل. يعني: أن دماءهم باقية بحالها ما لم يثاروا بها لأن غسل تلك الدماء إنما يكون بما يصب من دماء أعداءهم. ولم يكتف بهذا الإغراء حتى قال: دعا الطير.... إلخ
(٣٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 339 340 341 342 343 344 345 346 347 348 349 ... » »»