خزانة الأدب - البغدادي - ج ٩ - الصفحة ٣٤٥
يقول: دعا دواعي دمائهم طيور الأماكن البعيدة والجبال المطلة حتى أتت سباعهم وطيورها وقعت عليها تأكل منها.
ومهراقة: الهاء ضمير الدم يعني: أنه مصبوب في موضعه لم يزل ولم يحل. قال الطبرسي: ويجوز أن يريد بالمهراق الموضع المصبوب فيه الدم. وفيه حث على طلب الثأر.
وضرية: اسم بلاد تشتمل على بلاد سميت باسم ضرية بنت ربيعة بن نزار كما قيل للماء الذي بين البصرة ومكة الحوأب كجعفر بالحاء المهملة سمي بالحوءب بنت كلب بن وبرة.
وقوله: عسى طيئ... إلخ قال المرزوقي: عسى لفظة وضعت للترجي والتأميل إلا أنها تؤذن بأن الفعل مستقبل مطموع فيه. ووضع السين بدل أن في خبر عسى لاشتراكهما في الدلالة على الاستقبال مع أن السين أشهر فيها.
ومعنى عسى طيئ: لعل البطن المغلوب من هذه القبيلة في القتال ينتصف من البطن الغالب منها فيه.
وقوله: بعد هذه إشارة إلى الحالة الحاضرة بالتذكير الجامعة لكل ما ذكره.) والغلات: جمع غلة بالضم: حرارة الجوف. والمعنى: المرجو من أولياء الدم أن يطلبوا الثأر في المستقبل وإن كانوا أخروه إلى هذه الغاية فتسكن نفوس وتبرد قلوب.
وكانت القبيلتان معا من طيئ لأن طيئا قبائل يكون أبدا بينهم قتال. وطيئ بالهمزة على وزن السيد وقد تحذف الهمزة فيبقى كحي.
والكلى: جمع كلية أو كلوة. والجوانح: الضلوع جمع جانحة. قال بعضهم: الغلة إنما تكون في القلب ولكنه أراد المبالغة أي: تجاوز القلب والكبد إلى الكلية.
(٣٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 340 341 342 343 344 345 346 347 348 349 350 ... » »»