خزانة الأدب - البغدادي - ج ٩ - الصفحة ٢٩٨
لما تقدم قبله والكلام فيه كما تقدم.
والطب بالكسر قال الأعلم: هو هنا العلة والسبب أي: أسحرت فكان ذلك سبب هجائك أم جننت. وسحر هنا مصدر سحر المبني للمفعول وهو مضاف للمفعول.
والبيت لأبي قيس بن الأسلت الأنصاري. وقد اختلف في إسلامه. وحسان هو ابن ثابت شاعر النبي صلى الله عليه وسلم. وكان أبو قيس من الأوس وحسان من الخزرج وكانا يتهاجيان فقال أبو قيس لحسان: أذهب عنك عقلك بسحر حتى اجترأت على هجائي أم أصابك جنون فلم تدر ما صنعت. يعظم في نفس حسان ما يأتي من هجاء الأوس وشعرائها ويتوعده بالمقارضة.
ورواه ابن دريد في الجمهرة كذا: أطيب كان داءك أم جنون) وقال: الطب هنا: السحر.
وروي أيضا: أطب كان شأنك أم جنون وهما أحسن من الرواية الأولى.
وبعده:
* فلست بزائل أبدا تمنى * بصدرك من وحاوحه فنون * والوحاوح بواوين ومهملتين: الحزازات.
وأنشد بعده ((الشاهد الرابع والأربعون بعد السبعمائة)) وهو من شواهد س: الرمل إنما يجزي الفتى ليس الجمل هذا عجز وصدره: وإذا أقرضت قرضا فاجزه على أن ليس يجوز حذف خبرها كثيرا كهذا البيت أي: ليس الجمل جازيا أو يجزي. وقيل: إن الجمل هو الخبر وسكن للقافية واسمها ضمير اسم الفاعل المفهوم من يجزي أي: ليس الجازي الجمل فلا حذف فيه. وقيل: إن
(٢٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 293 294 295 296 297 298 299 300 301 302 303 ... » »»