خزانة الأدب - البغدادي - ج ٩ - الصفحة ٢٦٩
وكوني بالمكارم ذكريني على أنه جاء خبر كان جملة طلبية. وهذا مختص بالشعر.
والمعنى: كوني مذكرة بالمكارم وليس يريد كوني بالمكارم. يقوي ذلك قوله قبله:
* ألا يا أم فارع لا تلومي * على شيء رفعت به سماعي * * وكوني بالمكارم ذكريني * ودلي دل ماجدة صناع * فالمعنى: لا تلوميني على شيء رفعت به صيتي وذكري وذكريني به.
قال ابن عصفور في كتاب الضرورة: جعل ذكريني في موضع مذكرة وهو قبيح لأن فعل الأمر لا يقوم مقام الخبر في باب كان وإنما فعل ذلك لأن كوني أمر في اللفظ ومحصول الأمر منه لها إنما وقع على التذكير فلما كان في المعنى أمرا لها بتذكيره استعمل فيه لفظ الأمر. انتهى.
وقال السكري فيما كتب على نوادر أبي زيد: المعنى: وصيري مذكرة لي بالمكارم. وتقديره في العربية رديء لو قلت: يا فلان كن بغلام بشرني لم يجز. وهو يريد يا أم فارعة فحذف الهاء استخفافا وذلك شاذ لأنه ليس بمنادى إنما المنادى الأم.
والصناع بفتح الصاد: الرفيقة الكف. والماجدة: الكريمة. يقول:
(٢٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 264 265 266 267 268 269 270 271 272 273 274 ... » »»