خزانة الأدب - البغدادي - ج ٩ - الصفحة ٢٧٤
وترجمة الفرزدق قد تقدمت في الشاهد الثلاثين من أوائل الكتاب.
وأنشد بعده ((الشاهد الأربعون بعد السبعمائة)) وهو من شواهد سيبويه: الرجز ما دام فيهن فصيل حيا على أنه يجوز في باب كان الإخبار عن النكرة المحضة إذا حصلت الفائدة كما هنا فإن قوله: فصيل اسم دام. وحيا خبرها وحصلت الفائدة من تقديم فيهن وهو متعلق بالخبر ولو حذفت فيهن انقلب المعنى لأنك إذا قلت: ما دام فصيل حيا فالمراد أبدا كما تقول: ما طلعت شمس وما ناح قمري. فلما لم تتم الفائدة إلا به حسن تقديمه لمضارعته الخبر في الفائدة.
ومثله قوله تعالى: ولم يكن له كفوا أحد فإن قوله: له وإن لم يكن خبرا فإنه به يتم المعنى لأن سقوطها يبطل معنى الكلام إلى ذكر له صار بمنزلة الخبر الذي لا يستغنى عنه وإن لم يكن خبرا.
ولم يكن بمنزلة قوله: ما كان فيها أحد خيرا منك لأنك لو حذفت فيها كان كلاما صحيحا.
وهذا البيت أورده سيبويه في باب الإخبار عن النكرة بالنكرة وأمثلته في كان
(٢٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 ... » »»