خزانة الأدب - البغدادي - ج ٩ - الصفحة ٢٧١
* قنافذ هداجون حول بيوتهم * بما كان إياهم عطية عودا * على أن كان في البيت عند البصريين إما شأنية وإما زائدة فيكون عطية في الأول: مبتدأ وعودا: فعل ماض وألفه للإطلاق وفاعله ضمير عطية ومفعوله إياهم المتقدم على المبتدأ والأصل عودهم فلما تقدم انفصل وجملة: عودهم خبر المبتدأ والجملة الكبرى أعني عطية عودهم في محل نصب خبر كان واسمها ضمير الشأن.
قال ابن هشام في شرح الشواهد: ويجوز أن يكون اسم كان ضميرا مستترا فيها عائدا على ما الموصولة أي: بسبب الأمر الذي كان هو عطية عودهم إياه وجملة: عطية عودهم خبر كان وحذف العائد لأنه ضمير منصوب.
ويجوز أيضا أن يكون عطية اسم كان وتقديم معمول الخبر للضرورة. وهذا الجواب عندي أولى لاطراده في نحو قوله: البسيط * باتت فؤادي ذات الخال سالبة * فالعيش إن حم لي عيش من العجب * إذ الأصل: باتت ذات الخال سالبة فؤادي. ولا يجوز تقدير ذات مبتدأ لنصب سالبة.
واعترض على هذه الأوجه بأن الخبر الفعلي لا يسبق المبتدأ فكذا معموله. والجواب: أن المانع من تقديم الفعل خشية التباس الاسمية بالفعلية وذلك مأمون مع تقدم المعمول. انتهى.) وأوضحه في المغني بقوله: ولانتفاء الأمرين وهما تهيئة العامل للعمل مع قطعه وإعمال الضعيف مع إمكان القوي جاز عند البصريين وهشام تقديم معمول
(٢٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 266 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 ... » »»