أي: صببتها. ولو: للتمني لا جواب لها. والعبرة بالفتح: الدمعة وجمعها عبر كبدرة وبدر.
ومهراقة بفتح الهاء أي: مصبوبة.
قال ابن السيد في شرح أدب الكاتب: قد ذكر ابن قتيبة في باب فعلت وأفعلت هرقت الماء وأهرقته. وقد قال مثله بعض اللغويين ممن لا يحسن التصريف وتوهم أن هذه الهاء في هذه الكلمة أصل. وهو غلط والصحيح أن هرقت وأهرقت فعلان رباعيان معتلان أصهلما أرقت.
فمن قال: هرقت فالهاء عنده بدل من همزة أفعلت كما قالوا: أرحت الماشية وهرحتها وأنرت الثوب وهنرته.
ومن قال: أهرقت فالهاء عنده عوض من ذهاب حركة عين الفعل عنها ونقلها إلى الفاء لأن الأصل أريقت أو أروقت بالياء أو بالواو على الاختلاف في ذلك ثم نقلت حركة الواو أو الياء إلى الراء فانقلب حرف العلة ألفا لانفتاح ما قبلها ثم حذف لسكونه وسكون القاف.
والساقط من أرقت يحتمل أن يكون واوا فيكون مشتقا من راق الشيء يروق ويحتمل ن يكون ياء لأن الكسائي حكى: راق الماء يريق إذا انصب.
والدليل على أن الهاء في هرقت وأهرقت ليست فاء الفعل على ما توهم من ظنها كذلك أنها لو كانت كذلك للزم أن يجرى هرقت في تصريفه مجرى ضربت فيقال: هرقت أهرق هرقا كما تقول: ضربت أضرب ضربا أو مجرى غيره من الأفعال الثلاثية التي يجيء مضارعها بضم العين وتجيء مصادرها مختلفة.
وكان يلزم أن يجرى أهرقت في تصريفه مجرى أكرمت ونحوه من الأفعال الرباعية المصححة