خزانة الأدب - البغدادي - ج ٩ - الصفحة ١٠٣
* على أنه عطف أكفك مجزوما على جواب الأمر المنصوب بأن بعد الفاء السببية. وهو فأذهب قال صاحب المفصل: وسأل سيبويه الخليل عن قوله تعالى: لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين فقال: هذا كقول ابن معد يكرب:
* دعني فأذهب جانبا * يوما وأكفك جانبا * وكقوله: الطويل * بدا لي أني لست مدرك ما مضى * ولا سابق شيئا إذا كان جائيا * أي: كما جروا الثاني لأن الأول تدخله الباء فكأنها ثابتة فيه. فكذلك جزموا لأن الأول يكون مجزوما ولا فاء فيه فكأنه مجزوم. اه.
أقول: بيت ابن معد يكرب لم يورده سيبويه في كتابه البتة لا هنا ولا في موضع آخر كما يظهر لك من نقل كلامه بعد هذا.
وقد خبط ابن المستوفي هنا خبط عشواء من وجوه فقال بعد أن نقل عبارة المفصل: الأول:) من المسألتين كثير فصحي كقوله تعالى: من يضلل الله فلا هادي له ويذرهم.
والثاني: لحن لا يأتي إلا في ضرورة شعر لأن لأول محقق فيه الجزم موضعا لوجود الفاء و الثاني متوهم فيه الجر لعدم الباء. هذا إذا ثبت أنه روي بفتح الباء في قوله: فأذهب ولو روي بسكونها كان معطوفا عليه لفظا وإذا فتحت الباء كان
(١٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 ... » »»