خزانة الأدب - البغدادي - ج ٩ - الصفحة ١٠٤
وأكفك معطوفا على محل الفاء لأنها أحدها: أن الآية لا مناسبة لإيرادها هنا.
ثانيها: أن بيت زهير لم يقل أحد إنه من قبيل اللحن. وكيف يسوغ تلحين أهل اللسان لا سيما زهير.
ثالثها: قوله: هذا إذا ثبت أنه روي بفتح الباء... إلخ كأنه لم يثبت عنده فتح الباء مع أنه ثابت عند جميع الرواة.
رابعها: قوله: ولو روى بسكونها... إلخ يعني: أنه يكون عطف أمر على أمر. وفيه أنه يخرج حينئذ عن كونه شعرا.
خامسا: قوله: كان أكفك معطوفا على محل الفاء... إلخ عبارة قلقة وحق التعبير: على توهم سقوط الفاء وجزم أذهب وهو المسمى عطف التوهم والعطف على المعنى.
هذا: وقال ابن الحاجب في أماليه: يجوز أن يكون المعنى اتركني أتصرف فأذهب إلى جهة فأكفيك جانبا تحتاج إلى كفايته بتصرفي وذهابي.
ويجوز أن يريد: دعني يوما وأكفك جانبا يوما أي: إذا تصرفت لنفسي يوما كفيتك جهة تخشاها يوما آخر. اه.
وقال بعض فضلاء العجم: انتصب جانبا الأول على الظرف والثاني على أنه مفعول ثان لأكفك كأنه خطاب لمن عذله على السفر والبعد أي: اتركني أذهب في جانب من الأرض وأكفك جانبا من الجوانب التي تتوجه إليها.
وهذا البيت لم أجده في ديوان عمرو بن معد يكرب فإني تصفحت ديوانه مرارا فلم أره فيه كما أن غيري تصفح ديوانه فلم يجده فيه. والله أعلم.
(١٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 ... » »»