خزانة الأدب - البغدادي - ج ٨ - الصفحة ٤٩٧
وقال الأعلم: أي: لي حاجة لا تنقضي أبدا لأن الإنسان ما دام حيا فلا بد من أن يهوى شيئا ويحتاج إليه.
ولم يتعرض كل منهما إلى قوله فثم.
وفي جميع النسخ: غاديا بالغين المعجمة. وروى البيت في مغني اللبيب كذا:
* أراني إذا أصبحت أصبحت ذا هوى * فثم إذا أمسيت أمسيت عاديا * قال ابن الملا: أراني من أفعال القلوب التي يجوز أن يكون فاعلها ومفعولها الأول ضميرين متصلين متحدي المعنى.) والهوى: إرادة النفس أي: أصبح مريدا لشيء وأمسي تاركا له متجاوزا عنه. يقال: عدا فلان الأمر إذا تجاوزه.
قال الشمني: وهذا يدل على أن عاديا بالعين المهملة. وهو مضبوط في بعض نسخ المغني وغيره قال ابن القطاع: غدا إلى كذا: أصبح إليه. ورواية الإعجام أنسب بالبيت بعده إذ يقال غدا إلى كذا بمعنى صار إليه. وإن صح أن يقال: المعنى متجاوزا إلى حفرة. ووصف الحفرة بكونها مقيمة إما على معتقد الجاهلية من أنه لا فناء للعالم ولا بعث أو المقيمة عبارة عن ذات المدة الطويلة.
والسائق: الذي يحث على العدو إلى تلك الحفرة وهو الزمان فإنه المفني المبيد عندهم. اه.
وقوله: كأني وقد خلفت إلى آخره قال الأعلم: أي لا أجد مس شيء مضى فكأنما خلعت به ردائي عن منكبي.
وقوله: بدا لي أني لست مدرك ما مضى
(٤٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 492 493 494 495 496 497 498 499 500 501 502 ... » »»