خزانة الأدب - البغدادي - ج ٨ - الصفحة ٣٨١
وقد أنت مثلا لإضافته إلى ضمير المؤنث بدليل عود الضمير إليه من فارقتها مؤنثا.
قال ابن جني: أنت المثل حملا على المعنى لما كان المراد به الحال والصورة التي ذكرها. وقد جاء في التنزيل: فله عشر أمثالها لما كان المراد عشر حسنات أمثالها وتأنيث المذكر أغلط من تذكير المؤنث لأنه مفارقة أصل إلى فرع وفي ما ورد من تأنيث نحو هذا دليل على قوة إقامة الصفة مقام الموصوف حتى كأن الموصوف حاضر.) ولولا أن ذلك كذلك لما جاز تأنيث المثل لكن دل جواز تأنيثه على قوة إرادة موصوفه.
فاعرف ذلك فإنه هو غرض هذا الفصل. انتهى.
وقوله: تصفر قال ابن هشام في شرح الشواهد أراد بالصفير النفخ عند الندم. ونقل ابن المستوفي عن أبي محمد القاسم بن محمد الديمرتي أن المعنى لما أعجزتها جعلت تصفر خجلا.
قال: ومن عادة العرب إذا فاتهم أن يقولوا: هو هو ثم يصفروا وراءه يريدون بعد البعد.
انتهى.
والبيت من أبيات لتأبط شرا تقدم شرحها في الشاهد الثامن والستين بعد الخمسمائة.
وكان بنو لحيان من هذيل أخذوا عليه طريق جبل وجدوه فيه يشتار عسلا لم يكن له طريق غيره وقالوا: استأسر أو نقتلك فكره أن يستأسر فصب ما معه
(٣٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 376 377 378 379 380 381 382 383 384 385 386 ... » »»