خزانة الأدب - البغدادي - ج ٨ - الصفحة ٣٨٠
لا تكثرن إني عسيت صائما كان الوجه أن يقول: وما كدت أؤوب وإني عسيت أن أصوم إلا أن الضرورة منعت من ذلك.
وقولهم في المثل: عسى الغوير أبؤسا شاذ يحفظ ولا يقاس عليه. انتهى.
وقال ابن المستوفي وغيره: قوله إلى فهم أي: إلى عقل. وقيل إلى قبيلتي التي هي فهم. وهذا أولى. انتهى.
ورجوع الضمير من مثلها إلى فهم غير مناسب والمناسب رجوعه إلى لحيان وهي قبيلة من هذيل في قوله:
* أقول للحيان وقد صفرت لهم * وطابي ويومي ضيق الحجر معور * ويجوز أن يرجع إلى الحالة التي صدرت منه حين أحاط به بنو لحيان وأرادوا قتله فتحيل ونجا منهم.
وعبر عنه ابن المستوفي بقوله: أي: المحنة أو الخطة أو المنة. وكم: مبتدأ وجملة: فارقتها هو الخبر وجملة: وهي تصفر حالية ومثلها: بالجر: مميزكم الخبرية.
قال ابن المستوفي: قرأت على شيخنا أبي الحرم مكي: وكم مثلها بجر مثلها ورفعها ونصبها.
والنصب على أن تكون كم مبهمة بالاستفهامية ويكون مثلها: صفة لنكرة محذوفة تقديرها: كم مرة مثلها فارقتها. هذا كلامه فتأمله.
(٣٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 375 376 377 378 379 380 381 382 383 384 385 ... » »»