خزانة الأدب - البغدادي - ج ٨ - الصفحة ١٥٧
* حتى شآها كليل موهنا عمل * باتت طرابا وبات الليل لم ينم * على أن سيبويه قال: إذا حول فاعل إلى فعيل أو فعل عمل أيضا. وأنشد هذا البيت فإن كليلا قد عمل في قوله: موهنا. ورد بأن موهنا ظرف لشآها ولو كان لكليل أيضا فلا استدلال فيه لأنه ظرف يكفيه رائحة الفعل.
واعتذر لسيبويه بأن كليلا بمعنى مكل فموهنا مفعوله على المجاز كما يقال: أتعبت يومك ففعيل مبالغة مفعل لا فاعل. وفيه أنه قليل نادر ولا يصح الاستدلال بالمحتمل مع أن الاعتذار بعيد. هذا كلامه.
قال التبريزي في شرح الكافية: أنشد سيبويه هذا البيت على إعمال فعيل فإن كليلا بمعنى مكل وموهنا منصوب على أنه مفعول به أي: يكل أوقات الليل من كثرة العمل. وطعنوا في هذا البيت من جهة استشهاده.
وقيل: كليل بمعنى كال من كل يكل فإنه لازم وموهنا منصوب على الظرف. وهذا التأويل ليس بقوي لأن صدر البيت وعجزه ينافيه فإنه قال: وبات الليل لم ينم فلا يمكن أن يوصف بأنه قال في بعض أوقات الليل وقال عمل وهو يدل على كثرة العمل.
وقال ابن مالك: إنما أنشد سيبوبه هذا البيت ليعلم جواز العدول من فاعل إلى فعيل لأن أصله كال. ولم يتعرض للإعمال.
وهذا أيضا ضعيف بما نقل السيرافي أنه قال سيبويه: كليل في معنى مكل مثل أليم وداء وقال ابن هشام في المغني: رد على سيبويه في استدلاله على إعمال فعيل بهذا البيت.
(١٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 ... » »»