خزانة الأدب - البغدادي - ج ٨ - الصفحة ١٥٣
ولا وجه لقول ابن خلف: البيت في الكتاب رويه مرفوع وهو مخفوض كما يدل عليه ما قبله.
وكذا قول ابن المستوفي: قد أنشده سيبويه في كتابه كما أنشده الزمخشري بالرفع وهو مجرور.
انتهى.
ولم يقف ابن الحاجب في أماليه على المفصل على البيت الأول فظنه مرفوعا وقال: شم خبر وقوله: يأوي إلى مجلس إلخ فاعل يأوي ضمير مستتر. يقال: أوى إلى منزله يأوي من باب ضرب أويا على وزن فعول إذا أقام فيه.
والمجلس: موضع الجلوس وقد أطلق هنا على أهله تسمية للحال باسم المحل يقال: انفض المجلس بدليل الأوصاف الآتية ولهذا عاد الضمير إليه من مكارمهم بجمع العقلاء كما يطلق المقامة بالفتح على محل القيام وعلى الجماعة من الناس.
وباد: اسم فاعل من بدا يبدو بدوا إذا ظهر. والمكارم: جمع مكرمة بفتح الميم وضم الراء قال صاحب المصباح: المكرمة بضم الراء: اسم من الكرم وفعل الخير مكرمة أي: سبب للكرم أو التكريم. وباد صفة سببية لمجلس.
وقوله: لا مطمعي ظالم صفة ثانية لمجلس وأصله مطمعين حذفت نونه للإضافة.
وقوله: ولا ظلم بضمتين: جمع ظلوم صفة ثالثة لمجلس. يريد أن الناس قد عرفوا أنه من ظلمهم انتصفوا منه فليس أحد يطمع في ظلمهم ولا هم يظلمون أحدا.
وقوله: شم صفة رابعة لمجلس وهو جمع أشم وصف من الشمم وهو ارتفاع في قصبة الأنف) مع استواء أعلاه فإن كان فيها احديداب فهو القنى يقال: أقنى الأنف.
جعل الشمم كناية عن العزة والأنفة. يقال للعزيز شامخ الأنف وللذليل خاشع الأنف.
(١٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 ... » »»