وقال أبو نصر هارون بن موسى: زعم الراد على سيبويه أن موهنا ظرف. وهو على ما ذكرنا من فساد المعنى. والكليل ها هنا: البرق والموهن: وقت من الليل ولو كان ظرفا لوصف البرق بالضعف في لمعانه وإذا كان بهذه الصفة فكيف يسوقها وهو لا يدل على المطر ولكن البرق إذا تكرر في لمعانه واشتد ودام دل على المطر وشاق وأتعب الموهن في ظلمته لأنه كلما هب ذهبت الظلمة ثم يرجع إذا فتر البرق ثم يذهب إذا لمع. فلذلك عدى الشاعر الكليل إلى الموهن.
وقوله: شآها أي: شأى الإبل أي: ساقها. قال الأخفش: تبعها. يقال: شاءني الأمر وشآني أي: ساقني. ويقال أيضا شآني: حزنني. وكليل أي: برق ضعيف. وإنما ضعفه لأنه ظهر من بعيد. والموهن بفتح الميم وكسر الهاء: قطعة من الليل. والعمل: الدائب المجتهد في أمره الذي لا يفتر.
وباتت طرابا يعني البقر الوحشية طرابا إلى السير إلى الموضع الذي فيه البرق وبات البرق الليل أجمع لا يفتر. فعبر عن البرق بأنه لم ينم لاتصاله من أول الليل إلى آخره. انتهى ما أورده ابن خلف.
وقال النحاس: شآها يعني الإبل. وكليل: برق خفي. طرابا: طربت للبرق وشاقها. وبات البرق لم ينم لشدة دوامه.
قال ابن حبيب: طرابا من الطرب تحن إلى أولادها. قال الجمحي: تنزع إلى أوطانها.) والصحيح أنه عنى بها البقر لا الإبل خلافا للشارح المحقق وغيره. قال السكري في شرح أشعار الهذليين: حتى شآها يعني شأى البقر يقال: شؤته فكان ينبغي أن يقول شاءها فقلب فقدم الهمزة. ومعنى شؤته شقته وهيجته وسررته.