خزانة الأدب - البغدادي - ج ٨ - الصفحة ١٥٤
وقال ابن الحاجب: وصفهم بالارتفاع إما في النسب والكرم أو القدر أو العزة وهو مأخوذ من الشمم المذكور. وهذا كلامه ولا حاجة إليه.
وقوله: مهاوين صفة خامسة لمجلس وهو مجرور بالفتحة لأنه على صيغة منتهى الجموع وهو جمع مهوان وهو مبالغة مهين من أهانه أي: أذله.
قال الأعلم: الشاهد فيه نصب أبدان الجزور بقوله: مهاوين لأنه جمع مهوان ومهوان تكثير مهين كما كان منحار ومضراب تكثير ناحر وضارب فعمل الجمع على واحده.
يريد أنهم يهينون للأضياف والمساكين أبدان الجزور وهو جمع بدنة وهي الناقة المتخذة للنحر المسمنة. وكذلك الجزور.
هذا كلامه.
وتبعه ابن يعيش وقال: الأبدان جمع بدانة وهي الناقة المتخذة للنحر. يريد أنهم يسمنون الإبل فينحرونها للأضياف. وعليه يقتضي أن يكون من إضافة أحد المترادفين إلى الآخر مع أنه لم يسمع جمع بدنة على أبدان وإنما ورد جمعها على بدنات وبدن بضمتين وإسكان الدال تخفيفا.
والصواب أنه جمع بدن وهو من الجسد ما سوى الرأس واليدين والرجلين. وإنما آثر ذكره على غير لإفادة زيادة وصفهم بالكرم فإنهم إذا فرقوا أفضل لحم الجزور فتفريق ما سواه يكون بالطريق الأولى والإضافة حينئذ من إضافة البعض إلى الكل. والبدنة: ناقة أو بقرة زاد الأزهري: أو بعير. قالوا: ولا تقع على الشاة.
والجزور بفتح الجيم من الإبل خاصة يقع على الذكر والأنثى والجمع جزر بضمتين وتجمع أيضا على جزرات ثم على جزائر. ولفظ الجزور أنثى فيقال: رعت الجزور. قاله ابن الأنباري.
(١٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 ... » »»