خزانة الأدب - البغدادي - ج ٨ - الصفحة ١٣٦
وأنشد بعده: طلب المعقب حقه المظلوم على أن المظلوم ارتفع بقوله: حقه أي: غلبه المظلوم بالحق.
وهذا غير ما وجهه به في باب المنادى فإنه قال هناك: إن فاعل المصدر وإن كان مجرورا بإضافة المصدر إليه محله الرفع فالمعقب فاعل المصدر وهو طلب وقد جر بإضافته إليه ومحله الرفع بدليل رفع وصفه وهو المظلوم.
وهذا التخريج هو المشهور.
والمعقب: اسم فاعل من التعقيب وهو الذي يطلب حقه مرة بعد مرة. يقال: عقب في الأمر تعقيبا إذا تردد في طلبه مجدا. وطلب بالرفع فاعل لهاجه في المصراع قبله وهو: حتى تهجو في الرواح وهاجه أي: حتى سار الحمار في الهاجرة وحثه على المسير طلب كطلب المعقب المظلوم حقه فحقه مفعول المصدر.
وما ذكره الشارح هنا هو تخريج ابن جني في المحتسب إلا أنه فسر حقه المظلوم بغير هذا قال: أي عازه ومنعه المظلوم. فحقه على هذا فعل حقه يحقه أي: لواه حقه. انتهى.
ولم أر في كتب اللغة حقه يحقه بهذا المعنى.
ونقل ابن المستوفي عن الخوارزمي أنه قال: إن رفعت طلب فحقه حينئذ فعل يقال: حقه يحقه: لواه حقه وصده. والمظلوم نعت المعقب وفاعل حقه مضمر. هذا كلامه.
(١٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 ... » »»