خزانة الأدب - البغدادي - ج ٧ - الصفحة ٤٧٤
* فأبت إلى فهم وما كدت آيبا * وكم مثلها فارقتها وهي تصفر * وأورد صاحب الأغاني أول الأبيات أقول للحيان والأبيات الثلاثة قبله بعد قوله: فأبت إلى فهم..... البيت.
وخبر هذه الأبيات أن تأبط شرا كان يشتار عسلا في غار من بلاد هذيل وكان يأتيه كل عام وأن هذيلا ذكر لها ذلك فرصدته لوقت حتى إذا هو جاء وأصحابه تدلى فدخل الغار.
فأغارت هذيل على أصحابه وأنفروهم ووقفوا على الغار فحركوا الحبل فأطلع رأسه فقالوا: اصعد. قال: فعلام أصعد على الطلاقة والفداء قالوا: لا شرط لك. قال: أفتراكم آخذي وقاتلي وآكلي جنائي. لا والله لا أفعل ثم جعل يسيل العسل على فم الغار ثم عمد إلى زق فشده على صدره ثم لصق بالعسل ولم يزل يتزلق عليه حتى جاء سليما إلى أسفل الجبل فنهض وفاتهم وبين موضعه الذي وقع فيه وبينهم مسيرة ثلاثة أيام.
وقوله: إذا المرء لم يحتل إلخ الحيلة من حال الشيء إذا انقلب عن جهته كأن صاحبها يريد أن يستنبط ما تحول عند غيره ولذلك يقال: فلان حول قلب. و جد جده: ازداد جده جدا.
والجد بالكسر: الاجتهاد.
وأضاع: وجد أمره ضائعا أو بمعنى ضيع.
والمعنى عالج أمره مدبرا فيه غير مقبل. أي: إذا المرء لم يطلب رشده في إصلاح أمره في الوقت الذي يجب أن يفعله آل به أمره إلى الضياع.
(٤٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 469 470 471 472 473 474 475 476 477 478 479 ... » »»