الوقعة يقال لها: يوم أنف بفتح الألف وسكون النون وقال السكري: أنف: داران إحداهما فوق الأخرى بينهما قريب من ميل. ويقال: أنف عاذ فيضاف بالعين المهملة والذال المعجمة كذا قال السكري. وبدال مهملة رواها أبو عمرو.
وكانت بنو ظفر من بني سليم حربا لهذيل فخرج المعترض بن حنواء الظفري يغزو بني قرد من هذيل وفي بني سليم رجل من أنفسهم كان دليل القوم على أخواله من هذيل وأمه امرأة من بني جريب بن سعد واسمه دبية فدلهم فوجد بني قرد بأنف وبنو سليم يومئذ مائتا رجل وزاملتهم حمار.
فلما جاء دبية بنى قرد قالوا له: أي ابن أختنا أتخشى علينا من قومك مخشى قال: معاذ الله. فصدقوه وأطعموه وتحدثوا معه ساعة من الليل.
ثم قام كل واحد منهم إلى بيته ورمقه رجل من القوم وأوجس منه خيفة حتى إذا هدأ أهل الدار فلم يسمع ركز أحد ولا حسه لم ير إلا إياه قد انسل من تحت لحاف أصحابه. فحذر بني قرد لذلك فقعد كل رجل منهم في جوف بيته آخذا بقائم سيفه أو عجس قوسه ومعه نبله.
وحدث دبية أصحابه بمكان الدارين فقدموا مائة نحو الدار العليا وتواعدوا طلوع القمر وهي ليلة خمسة وعشرين من الشهر والدار في سفح الجبل فبدا القمر للأسفلين قبل الأعلين فأغار الذين بدا لهم القمر فقتلوا رجلا من بني قرد فخرجوا من بيوتهم فشدوا عليهم فهزموهم) فلم يرع الأعلين إلا بنو قرد يطردون أصحابهم بالسيوف فزعموا أنهم لم ينج منهم ليلتئذ إلا ستون رجلا من المائتين