خزانة الأدب - البغدادي - ج ٧ - الصفحة ٣٨٢
وقد خالف الفراء في الثلاثة الأخيرة من الأربع في عموم قول الشارح المحقق فأوجب تذكير العدد فيها لتغليب المؤنث قال عند تفسير قوله تعالى: يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا: فإن قلت: بين ناقة وجمل غلبت التأنيث ولم تبال أبدأت بالجمل أو بالناقة فقلت: عندي خمس عشرة بين جمل وناقة. ولا يجوز أن تقول: عندي خمس عشرة أمة وعبدا ولا بين أمة وعبد إلا بالتذكير لأن الذكران من غير ما ذكرت لك لا يجتزأ منها بالإناث ولأن الذكر موسوم بغير سمة الأنثى. انتهى.
ونقل ابن السكيت كلامه هذا بحروفه في كتاب المؤنث والمذكر وفي كتاب إصلاح المنطق.
ووافق أبو حيان الشارح فيمن يعقل وخالفه فيمن لا يعقل. قال في الارتشاف: وإذا ميزت عددا مركبا بمذكر ومؤنث ذوي عقل فالحكم في العدد للمذكر سواء أقدم التمييز المذكر أم أخر أو اتصل بالمركب أو انفصل يبين أو كان المذكر نصفا أو أقل.
تقول: اشتريت خمسة عشر عبدا وأمة أو أمة وعبدا أو بين عبد وأمة أو بين أمة وعبد تغلب المذكر ولو كان واحدا.
فإن عدم العقل منهما فإما أن يتصل التمييزان بالمركب أو يفصل ببين. فإن اتصل فالحكم للسابق منهما فتقول: اشتريت ستة عشر جملا وناقة وست عشرة ناقة وجملا.
(٣٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 377 378 379 380 381 382 383 384 385 386 387 ... » »»